صادق ممثلون عن المؤسسات الرئيسية في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بغالبية ساحقة، وبرفع الأيدي، على القرار الذي اتخذه المجلس الوطني الفلسطيني في اجتماعه قبل عامين في غزة بالغاء بنود في الميثاق الوطني، والرسالة التي وجهها الرئيس ياسر عرفات الى الرئيس بيل كلينتون في 11 كانون الثاني يناير عام 1998 وحملت تأكيدات في هذا الشأن. وبذلك مهّد السبيل للقاء قمة ثلاثية بين عرفات وكلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وفعلاً اعلنت اسرائيل امس ان اجتماع غزة لبى مطالبها في شأن تعديل الميثاق. وأشارت الى ان قمة ثلاثية ستعقد نحو منتصف ليل الاثنين - الثلثاء عند معبر ايريز بين اسرائيل وقطاع غزة. وكان الرئيس الاميركي اعلن خلال مأدبة غداء مع الرئيس الفلسطيني: "للمرة الأولى في التاريخ الفلسطيني يتوافر للشعب الفلسطيني وممثليه المنتخبين امكان تقرير مصيرهم على أرضهم". وكانت ذروة زيارة الرئيس الاميركي الى غزة تمثلت بمشاركته في الاجتماع الوطني الذي حضره حشد كبير من الشخصيات الفلسطينية تجاوز الف شخص في قاعة "مركز رشاد الشوا الثقافي" والقائه وعرفات خطابين امام المؤتمر، تخللهما التصفيق مرات عدة، في جو اتسم بالطابع الانفعالي والعاطفي مشبعاً بحقيقة مشاركة اول رئيس اميركي في اجتماع فلسطيني على هذا المستوى وعلى ارض فلسطينية يحكمها فلسطينيون، كما عبر عن ذلك الرئيس كلينتون نفسه في خطابه الذي لامس في مواضع مختلفة عمق المشاعر الفلسطينية والجراح التاريخية للشعب الفلسطيني. وبعد كلمة ترحيبية القاها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ابو الأديب الذي ترأس الاجتماع، وصف فيها كلينتون اكثر من مرة بپ"الصديق الكبير للشعب الفلسطيني". وأكد مجدداً التزامه بالسلام، مشيراً الى انه "التزام متجذر". وخاطب كلينتون بقوله: "لولا الرعاية المتواصلة التي بذلتموها لم يكن ممكناً التوصل الى اتفاقات السلام". ونوه خصوصاً بالدور الذي لعبته وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. وعرض عرفات المصاعب التي تضعها الحكومة الاسرائيلية امام اطلاق الاسرى الفلسطينيين وتنفيذ الاتفاقات، مشيراً خصوصاً الى النشاط الاستيطاني ومصادرة الأراضي وهدم البيوت. وطالب الرئيس الاميركي بالعمل على "اغلاق هذا الجرح الانساني الكبير". وأنهى عرفات كلمته داعياً المجتمعين الى الموافقة على الغاء البنود المحددة في الميثاق الوطني، وقال: "انا اخاطبكم من قلبي الى قلوبكم، ومن اجل الأرض الفلسطينية والسلام في الأرض المقدسة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وبحضور الرئيس كلينتون، ضيفنا الكبير، وانسجاماً مع مذكرة واي ريفر ... فهل تتفضلون وترفعون ايديكم في الموافقة على ذلك"؟ وهنا رفعت غالبية الحضور ايديها تأكيداً لموافقتها على قرارات المجلس الوطني، ورسالة الرئيس عرفات الى كلينتون. وقال كلينتون في كلمته ان هذا "يوم رائع وتاريخي، اذ تتوجه انظار العالم اليكم، وانه ليشرفني كثيراً ان اكون اول رئيس اميركي يلقي كلمة امام الشعب الفلسطيني فوق ارض فلسطينية يحكمها الفلسطينيون". وأضاف: "اليوم شعرت بالفخر لأنني قمت بقص شريط افتتاح مطار غزة، وان المستقبل يصنع الآن امامكم. لقد أتيت الى هنا لكي اتحدث عن هذا الوعد، وان اطلب منكم ان تكرسوا انفسكم لما ينتظرنا من مستقبل". وأشار الى قضية الأسرى الفلسطينيين، قائلاً: "كنت مع عرفات وجاء اربعة اطفال ليعرضوا عليّ صور آبائهم في المعتقلات الفلسطينية، ويجب ان نجد طريقة لمساعدة هؤلاء الاطفال لكي يحصلوا على حياتهم بطريقة افضل ويمضون قدماً". ووجه نداء الى اسرائيل، بضرورة الاعتراف بواقع تطلعات الفلسطينيين بأن يعيشوا احراراً اليوم وغداً والى الأبد. وقال: "يجب الا يحتكر اي طرف الألم والفضيلة"