غزة، القدسالمحتلة - أ ب، أ ف ب، رويترز - فيما اجتمع المجلس المركزي الفلسطيني أمس للمصادقة مجدداً على بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني تدعو الى تدمير اسرائيل، توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الفلسطينيين ب "قبضة من حديد" اذا واصلوا احتجاجاتهم المستمرة منذ أيام تضامناً مع المعتقلين الفلسطينيين الذين ترفض حكومته اطلاقهم. واعرب المبعوث الاميركي دنيس روس بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الأربعاء - الخميس عن تفهمه لأهمية قضية الأسرى والمعتقلين بالنسبة الى الشعب الفلسطيني وقيادته. وبثت الاذاعة الاسرائيلية أمس ان نتانياهو الذي اجتمع الأربعاء مع روس للمرة الثانية في يومين بعث برسالة الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون يقول فيها انه يأمل بأن تساعد زيارته على حث خطى عملية السلام "ووضع نهاية للعنف". وأضافت الاذاعة ان نتانياهو أبلغ روس انه حتى اذا توقفت حوادث العنف في شكل موقت اثناء زيارة كلينتون من دون ان يحدث تغيير جوهري في "سلوك" السلطة الفلسطينية، فإن اسرائيل ستواصل تجميد تنفيذ اتفاق واي ريفر. واجتمع روس ايضاً مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لأكثر من أربع ساعات ليل الأربعاء - الخميس. ويطالب نتانياهو السلطة الفلسطينية بالتحرك لإنهاء "أعمال العنف" المناهضة لاسرائيل. وقال ان من غير المرجح ان يمضي قدماً في تنفيذ عملية انسحاب وعد بها في الضفة الغربية الاسبوع المقبل. وقال نتانياهو أمس للاذاعة الاسرائيلية انه أمر بحملة اسرائيلية صارمة في مواجهة "الاضطرابات" الفلسطينية قبل زيارة الرئيس الاميركي التي تهدف الى دعم السلام. واضاف: "أمن اسرائيل يحتاج الى قبضة صارمة". ووفقاً لما ذكرته مصادر اسرائيلية وفلسطينية سقط فلسطينيان برصاص القوات الاسرائيلية هذا الاسبوع وجرح أكثر من 150 شخصاً خلال الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت الضفة الغربية مطالبة إطلاق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المحتجزين في سجون اسرائيل. وقال نتانياهو: "واجبنا هو تنشيط الجيش الاسرائيلي والعناصر الأمنية في مواجهة هذه الاضطرابات بأكثر السبل صراحة. وطلبت نقل هذا الأمر الى الميدان". وقال نتانياهو ان ليست لديه خطة محددة لعقد قمة ثلاثية الاثنين المقبل مع كلينتون والرئيس الفلسطيني. وأضاف انه سيبحث أولاً ان كان المجلس الوطني الفلسطيني قد صوت لإلغاء البنود التي تدعو لتدمير اسرائيل. وتواجه حكومة نتانياهو مخاطر الانهيار من جانب المتشددين في حكومته الائتلافية الذين يعارضون التخلي عن أراض للفلسطينيين. كما يواجه مطلباً متزايداً في البرلمان لتقديم الانتخابات الى أوائل عام 1999 بدلاً من أواخر عام 2000. وفي الاسبوع الماضي علق نتانياهو اتفاق السلام واتهم الفلسطينيين بعدم الالتزام بجانبهم في الاتفاق وسحب حزب العمل وعده بتأييد الحكومة. ووضعت القوات الاسرائيلية على أهبة الاستعداد أمس تحسباً لوقوع مزيد من أعمال العنف. وطلب نتانياهو من السلطة الفلسطينية ان تنهي "أعمال العنف" ضد اسرائيل، وقال ان من من غير المرجح ان ينفذ وعده بالانسحاب من الضفة الغربية الاسبوع المقبل. ونفذت اسرائيل المرحلة الأولى من اعادة الانتشار في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وفقاً لاتفاق واي ريفر الذي وقع في تشرين الأول اكتوبر والذي يقضي بأن تنسحب اسرائيل من 13 في المئة من الضفة الغربية على ثلاث مراحل خلال ثلاثة اشهر. واعرب روس بعد اجتماعه مع عرفات في غزة عن تفهمه للموقف الفلسطيني حيال قضية المعتقلين التي قال انها قضية حساسة ومهمة بالنسبة الى القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وبعد الاجتماع الذي استمر اربع ساعات ونصف وشارك فيه عن الجانب الفلسطيني خصوصاً كبير المفاوضين صائب عريقات، قال روس: "اعتقد وبشكل واضح بأن ما نتج عن قضية الأسرى الفلسطينيين هو ان القيادة الفلسطينية قالت بوضوح ان هذه القضية مهمة جداً بالنسبة اليهم وبالنسبة الى الشعب" الفلسطيني. وأضاف: "انها قضية مشاعر وقضية حساسة"، موضحاً "ان هؤلاء الناس قد التزموا بالسلام وهم ضد الارهاب والعنف". وأوضح ان "قضية الافراج عن المعتقلين هي قضية مهمة لهم الفلسطينيين وقد تم اظهار الموقف بوضوح ونحن نتفهمه". اما عريقات فقال ان اللقاء "بحث كل المسائل الصعبة"، موضحاً ان "الاجتماع مع السيد روس كرس لموضوع الأسرى والمعتقلين وموضوع الاستيطان واستمرار التحضير لزيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون للمنطقة".