توقع المتمول الاميركي جورج سوروس ان يشهد الاقتصاد الدولي ركوداً السنة المقبلة او مع نهاية القرن الجاري. وقال لمجلة "نيوزويك" مقدمة لنشر حلقات كتابه الجديد "الرأسمالية في ازمة" الذي نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية فصولاً منه "ان الاقتصاد الدولي قد يشهد ركوداً السنة المقبلة او التي تليها". واعتبر ان الاسواق تجنبت الانهيار سنة 1998 بفضل تدخل مجلس الاحتياط الفديرالي المركزي الاميركي، لكن الازمة وعلى رغم نهوض البورصة لم تُستبعد كليا. واوضح سوروس انه لا يتوقع "هلعاً مالياً لكن تآكلاً تدرجياً ثم ركوداً". في الوقت نفسه اشار "بنك التسويات الدولية" الى ان التحويلات المصرفية تراجعت بأكثر من 51 بليون دولار في منطقة جنوب شرقي آسيا في الاشهر الستة الاولى من السنة ما سيؤدي الى ازدياد نسبة الفقر فيها. وتزامن تراجع التحويلات مع اتجاه بريطانيا الى تحقيق نمو كبير في ثروات الافراد بحيث ستزداد ثروات "شريحة الاثرياء" الى حدود 2000 بليون استرليني في السنة 2005 ويصبح معدل الاثرياء نحو 10 في المئة من البالغين. وحذر "بنك التسويات الدولية" في تقرير نشره أمس من خطورة الأزمة الآسيوية وانعكاساتها، وأشار الى "عمق جذورها" ولاحظ ان تراجع التحويلات المصرفية الذي بلغ 51.7 بليون دولار في الأشهر الستة الأولى من السنة يساوي قيمة صادرات اندونيسيا وتايلاند على سبيل المثال. كما اشار المصرف، الذي يتخذ من بازل في سويسرا مركزاً، الى ان المصارف والمستثمرين يسحبون رؤوس أموالهم من آسيا أو من المنطقة التي كانت تدعى "أفضل الأسواق الناشئة". وقال: "إن أكثر الدول التي تأثرت هي كوريا الجنوبية وتايلاند واندونيسيا وماليزيا". ومن بين ما أثر على تدفق الأموال والاستثمارات الغربية الى الشرق أزمة "صناديق التحوُّط" في الولاياتالمتحدة وتوجه رؤوس الاموال الى اميركا اللاتينية والبرازيل خصوصاً... لكن رؤوس الاموال تركزت في البورصات الأوروبية وفي بعض الاستثمارات الآمنة. الثروة البريطانية ولاحظ تقرير أعدته "جيمني كونسالتنغ" لحساب المصرف الاستثماري الدولي "ميريل لينش" ان ثروة الميسورين والاغنياء في بريطانيا ترتفع تباعاً وبشكل ملفت، وان حوالى 4 ملايين شخص أو 10 في المئة من البالغين يستفيدون من جمع الأموال وتكديسها، وسترتفع "الثروة الصافية" لكل منهم الى ثلاثة اضعاف من 50 الى 100 ألف استرليني أو حتى الى 150 ألف استرليني بعد سبع سنوات. كما ستصبح شريحة تضم خمسة ملايين بريطاني من الأثرياء الذين يملكون منازل فخمة يزيد ثمن أقلها على 250 ألف استرليني ويصل ثمن بعضها الى أكثر من 25 مليون جنيه، وسيارات رياضية لا يقل ثمنها عن 50 ألف استرليني اضافة الى قيام هؤلاء برحلات سياحية دورية يزيد عددها على أربع رحلات سنوياً.