ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته في 7 أسابيع أمام الدولار أمس، مدعوماً باستطلاعات رأي أظهرت مجدداً تقدّم المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ما قلص شهية المستثمرين لشراء عملات الملاذ الآمن. وزاد الإسترليني 0.4 في المئة إلى 1.4747 دولار، مسجلاً أعلى مستوياته منذ الأول من أيار (مايو) الماضي، بعدما قفز 2.1 في المئة أمام الدولار أول من أمس، ليسجل أكبر مكاسبه اليومية منذ أواخر عام 2008. واستقر اليورو أمام العملة البريطانية عند 77 بنساً، ليبقى قريباً من أدنى مستوياته في 3 أسابيع الذي سجله أول من أمس عند 76.925 بنس. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.2 في المئة أمام الدولار إلى 1.1330 دولار، مقتفية أثر الإسترليني. وتوقع متعاملون أن يرتفع اليورو أمام معظم العملات الرئيسة، مثل الدولار والين، إذا اختار البريطانيون البقاء في الاتحاد الأوروبي. واستقر مؤشر الدولار عند 93.488، فوق أدنى مستوياته في شهر البالغ 93.425 والذي سجله في وقت سابق من الشهر الجاري، مع ترقّب السوق شهادة رئيسة مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي جانيت يلين أمام لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ، والتي كانت مقررة في وقت متقدم أمس. وارتفع الدولار أمام العملة اليابانية 0.6 في المئة إلى 104.55 ين. إلى ذلك، قال البليونير جورج سوروس، الذي اكتسب شهرة بمراهنته ضد الجنيه الإسترليني عام 1992، إن تصويت البريطانيين غداً لمصلحة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيوقد شرارة تراجع أكبر وأشد تدميراً للجنيه من انخفاض «الأربعاء الأسود». وكان سوروس راهن بنجاح عام 1992 على أن الإسترليني مقوّم بأكثر من قيمته الحقيقية في مقابل المارك الألماني، مجبراً رئيس الوزراء آنذاك جون ميجور على سحب الإسترليني من آلية سعر الصرف الأوروبية. وقال سوروس في مقال نشرته صحيفة ال «غارديان» إن الإسترليني سيتراجع في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي 15 في المئة على الأقل وربما أكثر من 20 في المئة إلى أقل من 1.15 دولار مقارنة بمستواه الحالي البالغ نحو 1.46 دولار. وكتب سوروس (85 عاماً): «أتوقع لهذا التراجع أن يكون أكبر وأشد تدميراً من تراجع أيلول (سبتمبر) 1992 الذي بلغ 15 في المئة عندما حالفني الحظ لتحقيق ربح كبير لمستثمري صندوق التحوط الذي كنت أديره». وأضاف سوروس، الذي يحتل المرتبة ال23 على قائمة «فوربس» لأغنى أغنياء العالم بثروة تبلغ 24.9 بليون دولار، إن «بنك إنكلترا المركزي سيخفض أسعار الفائدة إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأدوات السياسة النقدية المتبقية لتخفيف الركود الاقتصادي أو تراجع أسعار المنازل البريطانية ستكون قليلة». وأشار إلى عجز «كبير جداً» في ميزان المعاملات الجارية البريطاني، مستبعداً أن يحسّن تراجع قيمة العملة القطاع الصناعي لأن الضبابية ستُثني عن تنفيذ استثمارات جديدة أو توظيف عمّال. وقال سوروس المجَري المولد إن «تراجع الإسترليني سيضاهي ما حدث عام 1967 عندما خفض رئيس الوزراء آنذاك هارولد ولسون قيمة العملة إلى 2.40 دولار من 2.80 دولار»، لافتاً إلى أن «المضاربين سيرغبون في استغلال انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للربح». وختم: «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيجعل بعض الناس أغنياء جداً، ولكن معظم الناخبين سيصبحون أشد فقراً بكثير». اليابان إلى ذلك، أظهر محضر أحدث اجتماع للجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الياباني، والذي نشر أمس، أن بعض صانعي السياسة قالوا إن الاقتصادات في الخارج مازالت تشكل أخطاراً لتراجع الاقتصاد والأسعار في اليابان. وقال الأعضاء أيضاً إن على البنك المركزي أن يفحص بعناية تلك الأخطار في المستقبل، وأن يسيّر السياسة النقدية بلا تردد إذا كان ذلك ضرورياً. وفي الاجتماع الذي عقد في 27 و28 نيسان (أبريل) الماضي، أحجم «المركزي» عن توسيع برنامجه للحوافز النقدية، على رغم تهديد بتقويض انتعاش اقتصادي هش جراء تأثيرات عالمية سلبية وقوة الين وضعف الاستهلاك المحلي. وخفض «المركزي» أيضاً توقعاته للتضخم في مراجعة فصلية لتلك التوقعات، وأرجأ مرة أخرى توقيت الوصول إلى المستوى المستهدف للتضخم البالغ 2 في المئة لمدة ستة أشهر، مشيراً إلى أن ذلك قد لا يحدث قبل آذار (مارس) 2018 على أقرب تقدير. المعادن وهبط سعر الذهب إلى أدنى مستوياته في 10 أيام أمس مع صعود الأسهم العالمية وانحسار المخاوف من أن يصوت البريطانيون لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. وهبط سعر الذهب في السوق الفورية نحو 1.5 في المئة إلى 1269.51 دولار للأونصة، وتراجع في العقود الأميركية الآجلة 1.4 في المئة إلى 1274.60 دولار. وكان الذهب لامس أعلى مستوياته في نحو سنتين الأسبوع الماضي عند 1315.55 دولار، بسبب الغموض الذي كان يكتنف نتائج الاستفتاء البريطاني، وبعد المذكرة الحذرة من مجلس الاحتياط الفيديرالي في شأن أسعار الفائدة. وانخفض سعر الفضة 1.1 في المئة إلى 17.28 دولار، والبلاتين 0.6 في المئة إلى 975.74 دولار، والبلاديوم 0.7 في المئة إلى 541.50 دولار.