مع اقتراب اقتراع البريطانيين لاختيار مجلس عموم جديد (البرلمان) في السابع من الشهر المقبل، في خضم حملة انتخابية «مملة» كرسها زعماء الأحزاب لاجتذاب الناخبين المترددين المهتمين بمجال الرعاية الصحية المجانية، تبيّن أن أغنى ألف شخص في بريطانيا ضاعفوا ثرواتهم من 258 بليون إسترليني في عام 2009 إلى 547 بليوناً السنة الحالية، أي ما يفوق إجمالي الدخل السنوي لدول «أوبك» الذي بلغ العام الماضي نحو 481 بليون إسترليني، وفق إحصاءات «إدارة معلومات الطاقة» التابعة للحكومة الأميركية. ومن بين الشخصيات التي انضمت إلى لائحة الأثرياء الألف في بريطانيا هذا العام الممثلة المكسيكية من اصل لبناني سلمى حايك وانتقلت إلى بريطانيا لتعيش مع زوجها البليونير الفرنسي فرنسوا هنري بينو، وتبلغ ثروتهما معاً 2.61 بلون جنيه إسرتليني، والممثل الأميركي جورج كلوني وزوجته البريطانية من أصل لبناني، أمل علم الدين، اللذين قُدّرت ثروتهما ب121 مليون إسترليني. وأصبح الحد الأدني للانضمام إلى لائحة هذا عام 100 مليون إسترليني، أي أكثر ب15 مليوناً من العام الماضي و45 مليوناً من عام 2009. وجاء على رأس لائحة «الأكثر ثراء» في بريطانيا، التي تنشرها سنوياً صحيفة «صاندي تايمز»، السنة الحالية البليونير الأوكراني لن بلافاتنيك بثروة 13.17 بليون إسترليني، متفوقاً بذلك على الأخوين هيندوجا، من أصول هندية، اللذين ظلا لسنوات عدة على رأس اللائحة، فيما خرجت الملكة إليزابيث الثانية من قائمة أثرى 300 شخص لأن ثروتها لا تتعدى 340 مليوناً واحتلت مركزأ بين حايك وكلوني. ويُلاحظ ازدياد تدفق رؤوس الأموال على العاصمة البريطانية، وكذلك عدد البليونيريين الأجانب، إذ إن من بين 117 بليونيراً في بريطانيا 62 فقط بريطاني الأصل. وارتفع عدد البلونيريين الكلي في بريطانيا هذا العام بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبنسبة 172 في المئة مقارنة بعام 2009، إبان الأزمة المالية العالمية. وبذلك تصبح بريطانيا اليوم ثالث أكبر بلد يضم عدداً من البليونيريين، بعد الولاياتالمتحدة والصين. وإذا أخذنا تعداد السكان في الحسبان تصبح بريطانيا الأولى عالمياً من حيث عدد البليونيريين مقارنة بعدد سكان الدولة، متفوقة بذلك على الولاياتالمتحدة والصين. وتعتبر لندن أكثر مدينة في العالم يسكنها بليونيريون. وفي أوروبا تأتي باريس في المرتبة الثانية بعدد بليونيريين يبلغ رُبع عددهم في لندن. وبطبيعة الحال، يتمركز البليونيريون البريطانيون في العاصمة لندن، ويبلغ إجمالي ثروتهم 258 بليون إسترليني، مقارنة ب67 بليوناً فقط في بقية أنحاء بريطانيا. وعزا بعض الاقتصاديين الارتفاع الكبير في ثروة الأثرياء البريطانيين خلال السنوات الماضية إلى التحسن في أداء أسواق الأسهم، إذ شهد مؤشر «فوتسي 100» لقياس أداء أكبر مئة شركة مسجلة في بورصة لندن ارتفاعاً كبيراً، خصوصاً خلال الأشهر ال12 الماضية.