انقرة - أ ف ب - نددت المؤسسة العسكرية العلمانية في تركيا امس الاثنين بتصريح لزعيم حزب "الفضيلة" الاسلامي رجائي قطان الذي نقلت الصحف عنه السبت الماضي انه "تلقى اشارات ايجابية" من العسكريين تتعلق بالاسلوب الجديد المعتدل لحزبه. ورد الجيش التركي بشدة في بيان على هذا التصريح من دون تسمية زعيم حزب "الفضيلة". وقال ان "تفضيل الجيش لأي حزب سياسي ليس وارداً اطلاقاً". واضاف البيان ان "الجيش التركي يحرص بشدة على عدم التدخل في السياسة … وعلى الجميع تجنب الادلاء بتصريحات تهدف الى اقحام الجيش في مواقف سياسية". وجاء بيان الجيش في وقت يسعى الرئيس سليمان ديميريل الى تشكيل حكومة جديدة بعدما سحب البرلمان الثقة من حكومة مسعود يلماز في 25 الشهر الجاري. ومعلوم ان حزب "الفضيلة" حل محل "الرفاه" الذي حلته المحكمة الدستورية في كانون الثاني نوفمبر 1998 بسبب "نشاطاته التي تتعارض مع نظام الدولة العلماني". وكان "الرفاه" قاد ائتلافاً حكومياً في 1996 - 1997. واضطر زعيمه نجم الدين اربكان الى الاستقالة من رئاسة الوزراء بسبب الضغوط القوية التي مارسها الجيش والاوساط العلمانية المعارضة لتولي اسلاميين السلطة والتي اتهمته بتشجيع الاصولية الاسلامية في تركيا. ويقضي التقليد ان يتم تكليف قطان تشكيل حكومة كونه زعيم اكبر تكتل سياسي في البرلمان لكن الرئيس لم يعط بعد اي مؤشر الى ذلك، في انتظار محاولة ايجاد ائتلاف علماني لتشكيل حكومة.