بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - واصل خبراء نزع الأسلحة التابعون للجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم امس عمليات التفتيش في العراق، وأكدوا انهم سيستمرون في تفتيش المواقع ايام الجمعة، وهو يوم عطلة رسمية في العراق، على رغم تحفظات بغداد. واكد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان امس ان العراق لا يثق بأن استئناف التعاون مع فرق التفتيش سينهي "المؤامرة الاميركية - البريطانية ضده". واعتبر ان لجنة نزع السلاح "تعمل بتعليمات من المخابرات الاميركية والاسرائيلية". وتابع في مقابلة مع تلفزيون الصين: "ما دامت اللجنة ورئيسها على حالهما فان اتفاق السماح للمفتشين بمواصلة عملهم لا يمكنه تحقيق اي نتيجة ايجابية، وليس بإمكان العراق القبول باستمرار هذه المؤامرة. ان الصبر لن يطول ولن يكون هناك بديل عن رفع الحظر". ودعا الصين وفرنسا وروسيا الى "لعب دور اكثر فاعلية في وضع حدّ للمؤامرات الاميركية والبريطانية على العراق". ورأى ان على الدول الثلاث ان تعارض "الموقف التآمري الذي يدعو علناً الى اطاحة النظام العراقي وهو موقف بريطانياوالولاياتالمتحدة". واضاف: "على مدى بضعة اعوام كانت الولاياتالمتحدة تتآمر على العراق ولجأت الى اساليب خبيثة وغادرة، واستخدمت العديد من المرتزقة لكن النتيجة كانت التفاف الشعب العراقي اكثر فأكثر حول القيادة والرئيس صدام حسين". وقالت كارولين كروس، الناطقة باسم "اونسكوم": "نواصل نشاطاتنا، خرج كل الفرق اليوم أمس" في اشارة الى خبراء الاسلحة الجرثومية والكيماوية والنووية والصواريخ. وتؤكد السلطات العراقية ان خبراء "اونسكوم" كثفوا "عمليات التفتيش المفاجئة" للمواقع منذ عودتهم إلى العراق". لكن كروس أوضحت ان كل عمليات التفتيش "كانت مفاجئة أو لم يعلن عنها مسبقاً". وميزت بين عمليات تفتيش "المواقع الجديدة أو غير المعلنة" والمواقع الخاضعة للرقابة الذاتية. وذكر اللواء حسام امين المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية ان "اونسكوم" تعهدت خفض نشاطاتها ايام الجمعة. وقال: "على رغم انه يوم عطلة رسمية فان كل الفعاليات تم بتعاون تام من قبل مرافقي الدائرة". في نيويورك، قال مسؤولون عراقيون وفي الأممالمتحدة ان العراق قدم الجمعة خطة لتوزيع الاغذية والادوية والسلع الفردية، ومن ثم اقترب من تنفيذ مرحلة جديدة في برنامج "النفط للغذاء". ولا بد ان يوافق الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على خطة التوزيع قبل ان يستأنف العراق تصدير النفط. ووافق مجلس الأمن الثلثاء على تمديد البرنامج ستة اشهر، وقبلت بغداد رسمياً لكنها تعتزم انتظار الموافقة على خطة التوزيع قبل ان تستأنف صادرات النفط. وتمثل خطة "النفط للغذاء" التي بدأ تطبيقها في كانون الأول ديسمبر 1996 استثناء من العقوبات التجارية الصارمة المفروضة على العراق منذ غزوه الكويت في 1990. وتسمح الخطة لبغداد ببيع كمية من النفط كل ستة اشهر لشراء اغذية وأدوية وسلع اساسية. وقال نزار حمدون سفير العراق لدى الأممالمتحدة انه لا يتوقع تأخيراً في موافقة الأممالمتحدة على خطة توزيع الأغذية والأدوية لأنها تماثل تقريباً الخطة التي اقرت خلال الأشهر الستة الماضية