هبطت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الدولي مزيج برنت إلى أدنى مستوياتها في أربعة أعوام أثناء التعاملات الآسيوية اليوم الخميس، وسط توقعات بأن منظمة "أوبك" من غير المرجح أن تقرر خفض الإنتاج لدعم الأسعار في اجتماعها اليوم. وقال المنتجون العرب الخليجيون في "أوبك" (السعودية والكويت وقطر ودولة الإمارات العربية) يوم أمس الأربعاء إنهم لن يقترحوا خفضاً في الإنتاج أثناء الاجتماع الرسمي للمنظمة، اليوم الخميس، وهو ما يقلّص احتمالات إجراء مشترك ل"أوبك" لدعم الأسعار التي هوت بأكثر من 30 بالمائة منذ يونيو.
وهبطت عقود برنت تسليم يناير أكثر من دولار أثناء التعاملات الصباحية في آسيا لتصل إلى 76.28 دولاراً للبرميل وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2010. وتراجعت عقود الخام الأمريكي أيضاً أكثر من دولار إلى 72.61 دولاراً للبرميل.
وأثار هذا الهبوط الحاد مشتريات دفعت الأسعار للتعافي قليلاً إلى 76.58 دولاراً للبرميل من خام برنت و72.80 دولار للبرميل من الخام الأمريكي بحلول الساعة 0330 بتوقيت جرينتش.
ووفقاً ل"فرانس برس" فقد حاولت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الأربعاء في فيينا تخطي انقساماتها عشية أهم اجتماعاتها منذ سنين، في حين تعارض خفضاً محتملاً لإنتاجها من النفط؛ لوقف تدهور أسعار الذهب الأسود.
قلق إيراني وصرح وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقانة لدى وصوله إلى فيينا أن السوق النفطية تسجل فائضاً في التموين، مؤكداً أن الوضع سيتفاقم العام المقبل، ويترتب على منظمة الدول المصدرة للنفط أن تعالج المسألة بمساعدة من الدول المنتجة غير الأعضاء في "أوبك".
وقال "زنقانة" إن "جميع الخبراء يعتقدون أن هناك فائضاً في العرض في السوق النفطية، وأن الفائض سيزداد العام المقبل".
تدهور أسعار النفط وقد تدهورت أسعار النفط الخام بنسبة تزيد على 30%، منذ الربيع، وسجلت أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات؛ بسبب الاختلال المتنامي بين العرض والطلب.
فمن جهة زاد الإنتاج العالمي مع ارتفاع العرض الأمريكي للنفط بفضل ازدهار استغلال الموارد غير التقليدية مثل النفط الصخري. ومن جهة أخرى فإن التوقعات بشأن زيادة الطلب العالمي على الذهب الأسود تشير بعد مراجعتها إلى انخفاض هذا الطلب في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا السياق دعا "زنقانة" "أوبك" إلى "اتخاذ قرار لمراقبة السوق"، معرباً عن أمله "في مساهمة دول منتجة أخرى من خارج أوبك".
مباحثات سعودية إيرانية لكن "أوبك" تبقى منقسمة حول الموقف الواجب اعتماده لمواجهة انخفاض الأسعار. وسيعيد وزراء الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في "أوبك" الخميس في فيينا النظر في سقف إنتاجهم الجماعي المجمد منذ ثلاث سنوات عند 30 مليون برميل في اليوم، أي نحو ثلث النفط الخام المستخرج يومياً في العالم.
وتباحث "زنقانة" بعيد الظهر مع نظيره السعودي علي النعيمي المعارض لأي خفض في الإنتاج.
وقال للصحافيين: "لقد أجرينا محادثات جيدة"، و"لم نتحدث فقط عن خفض (محتمل لسقف الإنتاج)، وإنما أيضاً عن الوضع العام في السوق ومواقفنا متقاربة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المشاورات بين الوزراء ستتواصل.
ومساء الأربعاء أعلن "النعيمي" أيضاً "أثق في أن أوبك قادرة على اتخاذ قرار بطريقة موحدة"، من دون أن يحدد ما هو اتجاه هذه القرار.
وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي (الذي يضم السعودية والإمارات والكويت وقطر، وهذه الدول الأربع أعضاء في أوبك) تبنت موقفاً مشتركاً قبل اجتماع أوبك، من دون تعليقات إضافية.
القرار الأفضل من جهته أعرب وزير الخارجية الفنزويلي رافائيل راميريز الذي تباحث على انفراد مع "زنقانة"، عن قناعته بأن أوبك ستقوم "بما هو أفضل لأعضائها".
وعلق المحللون في مصرف "كومرزبنك" بالقول إنه نظراً إلى هذه التصريحات "لم يعد هناك الكثير من الفرص ليتقرر خفض للإنتاج أثناء اجتماع أوبك".
وفي غياب التفاهم حول تدبير كهذا يرى هؤلاء المحللون أن "أوبك" التي يتجاوز إنتاجها بوضوح هذا السقف، قد تتعهد على الأقل بتطبيقه بانضباط أكبر، موضحين أن تصريحات الوزير السعودي "تعزز رأينا بأن أوبك ستكتفي فقط باحترام أفضل لسقفها الحالي".
وفي أكتوبر أنتجت "أوبك" 30.6 مليون برميل في اليوم في الإجمال، بحسب أرقام وكالة الطاقة الدولية، و30.3 مليون برميل يوميا بحسب تقديرات أخرى نقلها "الكارتل".