رأى خبير واسع الاطلاع على أعمال «أوبك» ان من غير الواقعي ان تبحث المنظمة في الحصص الانتاجية للدول الأعضاء والتي اعتمدت منذ زمن طويل ولم تعد عملية. وقال ل «الحياة» طالباً عدم ذكر اسمه ان الموضوع لن يجري التطرق اليه في المؤتمر الوزاري المقبل للمنظمة في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) في فيينا. يشار إلى ان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أكد أخيراً ان موقف بلاده سيكون نفسه خلال المؤتمر الوزاري في فيينا قائلاً: «ان السوق النفطية هي التي تحدد اسعار النفط وليس السعودية، والسعودية مع منتجين آخرين تبذل الجهود لضمان استقرار الاسعار لمصلحة المنتجين والمستهلكين وللصناعة عموماً». وقال في خطابه في الندوة العالمية الوزارية الرابعة للغاز في اكابولكو بالمكسيك «ان ارامكو السعودية تحدد اسعار النفط على اسس التسويق السليمة لا اكثر ولا أقل والتي تأخذ في الاعتبار مجموعة من العناصر العلمية والعملية بما فيها وضع السوق ومكاسب المصافي والعلاقات مع الزبائن، والحديث عن حرب اسعار هو مؤشر إلى عدم فهم - اما عن قصد او غير ذلك - فنحن لا نبحث عن تسييس النفط كما لا نتواطأ ضد احد. وبالنسبة إلينا هذه مسألة عرض وطلب. هي مجرد مسألة تعامل في السوق. نريد اسواق نفط واسعاراً مستقرة لأن ذلك لصالح المستهلكين والمستثمرين ويساعد ايضاً في النمو الاقتصادي في العالم». وبذلك رد النعيمي على كل ما يتردد في اوساط اعلامية غربية حول قيام السعودية بحرب اسعار مع الولاياتالمتحدة او انها تتواطأ معها للضغط على روسيا وايران. وبناء على هذا الموقف من المستبعد وفق المصدر ان يكون هناك اتفاق جديد في فيينا لخفض الانتاج، فالسعودية وهي اكبر منتج في «اوبك» ترى ان مسؤولية استقرار السوق جماعية وان العرض والطلب هو الذي يحدد الاسعار. وقال ارنو بروياك رئيس قسم التنقيب والانتاج في شركة «توتال» الفرنسية ل «الحياة» «ان انخفاض سعر النفط الحالي يؤثر في مالية الشركة كل السنة وبالنسبة الى سيناريو كنا اعتمدناه على اساس سعر مئة دولار للبرميل ستنخفض عائداتنا المالية ثلاثة بلايين دولار ولكننا لن نعيد النظر بالمشاريع الذي اطلقناها بل سنكون اكثر حزماً بالنسبة إلى مردودية مشاريعنا كما سنخفض تكاليفنا ونؤجل ما يمكن تأجيله من مشاريع لم تطلق بعد. وليس هناك تغيير في المشاريع التي أطلقت ولكن، هناك تكييف مع الوضع الجديد». ورأى ناشر «بتروستراتيجي» الخبير النفطي بيير ترزيان في افتتاحية العدد الجديد من الدورية ان اتجاه اسعار النفط يبقى الى الانخفاض على رغم عناصر منها تأكيد الرياض انها ليست في حرب اسعار وانخفاض انتاج اوبك ب 400 الف برميل يومياً الشهر الماضي إلى 30.1 مليون برميل يومياً. وقال وزير النفط الايراني بيجن زنغنه أمس إنه سيجري محادثات مع السعودية في شأن الحصة السوقية عندما يجتمع وزراء «أوبك» الاسبوع المقبل في فيينا، إذ تسعى طهران إلى تعزيز صادراتها النفطية بعد رفع العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وقال إنه سيبحث مع السعودية في هذا الموضوع الاسبوع المقبل في فيينا. ونزلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بعدما أظهرت بيانات ارتفاع صادرات الخام السعودية في أيلول على رغم مؤشرات على تخمة المعروض في السوق. وانخفض سعر عقود مزيج نفط «برنت» عند التسوية 37 سنتاً أو 0.47 في المئة إلى 78.10 دولار للبرميل. ونزل سعر عقود الخام الاميركي ثلاثة سنتات أو 0.4 في المئة إلى 74.58 دولار للبرميل.