ورث حب الآثار عن أجداده الذين تركوا له مجموعات اثرية نادرة واقتنى الكثير من التحف النادرة ذات القيمة المادية والاثرية الكبيرة، وعرف في الاوساط العلمية الاثرية في مصر والعالم بأنه طبيب وعالم آثار. وتسابق اليه تجار العاديات في لندن وباريس لشراء مجموعته، غير انه رفض، واهدى اجزاء كثيرة، ومهمة منها الى متاحف مصر، انه الدكتور هنري امين عوض، صاحب اكبر مجموعة اثرية في مصر حالياً. يعمل الدكتور عوض وكيلاً لمستشفى القاهرة للامراض الجلدية والتناسلية، وهو حاصل على الدبلوم العالي في الآثار الاسلامية من جامعة القاهرة ويعمل باحثاً في مركز البرديات في جامعة عين شمس، وهو كذلك مستشار الجمعية العربية لتاريخ الصيدلة، وعضو جمعية النميات العملات القديمة الاميركية، وعضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب في فرنسا. عملات نادرة تضم مجموعة الدكتور هنري امين عوض مجموعات نادرة من العملات، اهمها مجموعة مصنوعة من البرونز ومسكوبة في الاسكندرية وبها قلده العرب لدى دخولهم مصر العملة البيزنطية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وقسمها عوض الى انواع عدة وأصبحت تعرف في الكتالوغات العالمية للعملات ب"بمجموعة عوض". ومن العملات التي يذكر عوض انها نادرة عملة للسلطان الظاهر ابو سعيد بلباي وكان رجلاً إمعه لا يفهم في الأمر شيئاً كما يذكر ابن إياس، ولم يكن معروفاً ان عملات قد سُكّت في عهده، الى ان اكتشف عوض عملة وحيدة ونادرة تحمل اسمه في مجموعته، وقد قُدمت على هذه القطعة رسالتا ماجستير ودكتوراه. ومن القطع النادرة ايضاً في المجموعة درهم ينسب لمحفوظ بن سليمان والي مصر في عهد هارون الرشيد، ودرهم يعود لعصر الناصر صلاح الدين. وأوراق بردي نادرة ايضاً يحتفظ عوض في مجموعته بعدد كبير من اوراق البردي، وتعتبر هذه الاوراق وثائق لا مثيل لها في العالم. فهي تضم اول عقد زواج في الاسلام مؤرخ في العام 91 ه، وكتبت على عدد من هذه الاوراق احاديث نبوية وخطابات مختلفة مبكرة تحمل اللغتين القبطية والعربية، وتبين مدي التعاون بين الموظفين المسيحيين والعرب القادمين من شبه الجزيرة العربية في هذه الفترة المبكرة في ادارة الدواوين وتحصيل الخراج والجزية. وقد أهدى جزءاً منها الى متحف الفن الاسلامي في القاهرة، وجزءاً آخر الى متحف كلية الاثار في جامعة القاهرة وجزءاً الى كلية الآداب في سوهاج، وأسعدته رسلة أرسلتها اليه الكلية الاخيرة تذكر فيها ان المجموعة المهداة منه أعلت شأن الدراسات الاثارية في الكلية. وما زال يحتفظ بعدد كبير من البرديات. وهناك محاولات من مركز الدراسات البردية في جامعة عين شمس لنشر هذه المجموعة. وما زال في مجموعة الدكتور عوض الكثير من كتب الطب والصيدلة والتذاكر الطبية التي ترجع الى القرون الثلاثة الاولى للهجرة، والتي درسها واستعان بها كطبيب، وتوصل الى استخدام عدد كبير من النباتات الطبية مرة اخرى، وذلك في علاج الامراض الجلدية وأمراض اخرى. ولاقت أبحاثه في هذا المجال نجاحاً وتقديراً عالمياً، لا سيما على مستوى مجلس الكونغرس الطبي الذي اصدر "بوستر" للأعشاب التي درسها. وما زال الكثير من البرديات الطبية في مجموعته في حاجة الى دراسة، وكان المرحوم الدكتور أحمد قدري اثناء رئاسته لهيئة الاثار المصرية قد اهتم بتشكيل لجنة علمية لدراستها، الا ان هذا الامر توقف بتركه العمل في الهيئة. ويحتفظ عوض في مجموعته بما يزيد على 600 قطعة من ادوات الطب والجراحة الاسلامية، اهدى جزءاً منها الى متحف الفن الاسلامي، وهي معروضة تحت اسم "مجموعة عوض، وجزءاً الى متحف الطب والصيدلة في سراي السكاكيني في القاهرة، وقد نشرت هذه المجموعة على مستوى عالمي. قطعة نسيج نادرة وأكثر القطع في هذه المجموعة التي شدت انتباه العالم، والتي اهتمت بها هيئات اسلامية وعربية وغربية، لا سيما في هولندا والولايات المتحدة الاميركية، قطعة من النسيج القبطي وجدت في بلدة "أنصنا" التي عاشت ونشأت بها مريم القبطية زوجة الرسول ص، وهذه القطعة تمثل وجهاً تبدو عليه الملامح العربية يرتدي عباءة طائرة، ويركب حصاناً رافعاً يديه ومتجها الى السماء، ووجه الحصان آدمي الشكل، وهو يرجح ان هذا الرسم يمثل ذكرى مبكرة للاسراء والمعراج وان النساجين الاقباط سجلوها على النسيج قبل دخول العرب مصر. وأبرزت الدراسات الدقيقة لهذه القطعة وجود ألبوم في الإطار الخارجي، وهذا يعني ان موضوع القطعة تم ليلاً. ومن اكثر المجموعات عدداً في مقتنيات عوض الخزف، اذ بلغ عدده 10 آلاف قطعة وقد أهدى جزءاً كبيراً منه الى متحف كلية الآثار في جامعة القاهرة. ويحتفظ كذلك بمجموعة من المكاحل التي اكتشف في احدها بقايا كحل، وجد انه مركب من مواد معدنية ونبانية، واتصلت به بيوت التجميل في فرنسا لمعرفة اسرار هذه التركيبة، لكنه يرفض الكشف عن سر الكحل الذي صنع في العصر الاسلامي. ويعد حالياً فريق علمي من مختلف التخصصات الآثارية كتالوغاً عن هذه المجموعة يشمل نبذة عن إنجازات صاحبها العلمية وتاريخ حياته، لا سيما انه ارتبط بعلاقات مع كبار السياسيين المصريين، فقد كان طبيباً خاصاً للرئيس المصري الراحل محمد نجيب. ويقوم الفريق بهذا العمل بتكليف من جامعة جورج واشنطن الاميركية.