افتتح وزير الثقافة المصري فاروق حسني معرض «كشف الستار عن الفن القبطي» في قصر الأمير طاز في القاهرة، وهو أحد القصور الأثرية التي تعود إلى العصر المملوكي. يضم المعرض عدداً كبيراً من القطع الأثرية تعرض معاً للمرة الأولى، لمناسبة مرور مئة عام على إنشاء المتحف القبطي. وصرح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري زاهي حواس بأنه من المقرر أن تنتقل القطع الأثرية لتعرض في النمسا ثم ألمانيا، وتعود إلى مصر لتعرض في مدينتي الإسكندرية وأسوان. والمتحف القبطي الذي يحتفي بمئويته هو مبني من طابقين ذو ثلاثة أضلاع مصمم على الطراز القبطي. أسسه عام 1910 مرقص سميكة باشا أحد الأثرياء المصريين، وبني على أرض وقف تابعة للكنيسة القبطية، وظل تابعاً للبطريركية القبطية إلى أن آل إلى إشراف الدولة عام 1931. ويقع المتحف الذي حُدّث بجناحيه القديم والجديد، خلف أسوار القلعة الرومانية الشهيرة «حصن بابليون» والتي تعد واحدة من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر. ويبلغ عدد المقتنيات فيه نحو 16000 قطعة أثرية رتبت تبعاً لنوعياتها إلى اثني عشر قسماً. وبني المتحف ليسدّ ثغرة في التاريخ والفن المصري القديم وهي تلك المتعلقة في العصر القبطي. يضم المتحف مجموعة نادرة من الآثار القبطية ترجع إلى بداية دخول المسيحية إلى مصر، وأهم ما يمكن أن نلمحه من هذه المجموعات الأثرية ما يظهر عليها من تأثيرات العهود المختلفة التي مرّت بها المسيحية المصرية منذ العهد الروماني الوثني حتى العهد الإسلامي، إذ إنك لا بد أن تلمح بعض رواسب هذه العهود في تداخلها وإمتزاجها بالمسيحية. فمجموعة الأعمدة والتيجان، حتى شواهد القبور المنتمية إلى العصر الروماني تمتزج فيها الديانة المسيحية ببعض رواسب من معتقدات المصريين القديمة أو المعتقدات الرومانية. كذلك تستطيع أن تتبع تحول الكتابة من القبطية إلى العربية في بعض البرديات التي كتبت بها أجزاء من الإنجيل بلغة عربية كانت لا تزال بعد غير متقنة.