نشرت منذ فترة معلومات علمية مستندة على دراسات وابحاث معتمدة حول أخطار الهاتف الجوال على صحة مستخدمه على المدى البعيد دون ان أتدخل في الموضوع وهو علمي - طبي بحت ولست خبيراً به ولكن رأيت من واجبي التعليق عليه ونقل التحذير للقراء الكرام بعد الانتشار الجنوني للجوال أو "السيلولير" كما يسمى في لبنان أو الموبايل في أماكن اخرى أو "المحمول" كما في مصر التي تحول فيها الى أغان مسرحية تحمل اسم "كلمني على المحمول". بعد هذا التحذير وصلني فاكس من الاخ الدكتور المهندس محمد حيدر مستشار من شركة بيتكون للاتصالات في ابها - السعودية يرد فيها على ما نشرته ويؤكد ان أخطار الهاتف الجوال التي يتحدث عنها الاعلام والناس لا أساس لها هكذا يجزم والابحاث الجارية التي أجريت على أثر الاشعاع على الصحة في مراكز الابحاث لم تثبت أي أثر ضار. وعملاً بحرية الرأي نشرت ما جاء في هذه الرسالة، رغم عدم اقتناعي التام... وورود عبارات غير لائقة مثل "الجهل الذي تعالج به هذه القضية وسائل الاعلام". ولما كان "الاعلام" في ديارنا هو الضحية ومكسر العصا في كل حدث وموضوع سكت على الضيم بانتظار رأي أهل العلم والاختصاص الى ان فوجئت وأنا أتابع نشرة اخبار التلفزيون البريطاني بخبر يؤكد اكتشاف أضرار الاشعاعات والذبذبات في مجال الترددات من الهاتف الجوال والأجهزة المماثلة مثل المايكروويف تتراوح بين التسبب بالصداع والتهابات الاذن والأعراض الاخرى فيما تستمر الابحاث العلمية لتحديد ما اذا كان يمكن ان تؤدي الى اصابات سرطانية في الرأس. وفي الوقت نفسه تلقيت عدة ردود على مقال "الجوال بين الحياة والموت" وقد وقع خطأ في العنوان ليصبح الجدال بين الحياة والموت وأنقذتنا المصادفة من الإحراج لانه انطبق بشكل أو بآخر على الموضوع المثار من بينها رسالة من الدكتور نسيب الملاذي من عمان يتحدث فيها عن أعراض رصدها من بينها الاضرار بالذاكرة وأوجاع الرأس والرقبة لدى مرضى راجعوه وأكدوا ان عملهم يستدعي استخدام الهاتف الجوال فترات طويلة. وبعد أيام أكد بحث طبي أجراه الدكتور جيرارد هايلاند عالم الطبيعة البريطاني بجامعة "وارويك" بوسط بريطانيا ان هناك من الأدلة الكافية ما يثبت ان أجهزة الهاتف الجوال وموجات المايكروييف يمكن ان تشكل مخاطر على صحة الانسان عن طريق التداخل مع المجالات الكهرومغناطيسية في جسم الانسان. وقال ان النظام المتناسق لذبذبات الطاقة المتولدة من الخلايا والاجهزة البيولوجية تكون متجانسة ولكنه قد يعاني من اضطرابات بفعل اشعاعات الموجات الصغرى من الخارج مثلما يحدث في حالة الهاتف الجوال كما ان موجات المايكروييف يمكن ان تؤثر على معدل انقسام الخلايا والعمليات الجينية مثل انتاج الفيتامين. مرة اخرى رأيت من واجبي ان أنقل هذه المعلومات العلمية، وهي ليست من اختصاصي، للتحذير من المبالغة في استخدام الجوال وغيره فخير الامور الوسط، فالاختراع جاء ليخدم الناس ويسهل أعمالهم وليس لإساءة الاستخدام لساعات طويلة. فالاعتدال في كل شيء مطلوب والافراط نتائجه ضارة والتجربة أكبر برهان والعلم هو الحكم.
خلجة يا بئر الحنان وكنز الوفاء وبحر المحبة ونور البهاء يا حضن الأمان وصدر العطاء اشتقت اليك!