رفضت حكومة بلغراد اعطاء تأشيرة دخول لفريق من العاملين في محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة برئاسة المدعية العامة لويزا اربور للتحقيق في الفظائع التي ارتكبت في اقليم كوسوفو. ووصف وزير العدل اليوغوسلافي زورات كنيجيفيتش محكمة لاهاي بأنها "تخلت عن الاهداف التي أنشأها مجلس الامن من اجلها وباتت جهازاً سياسياً اكثر مما هي جهة قضائية عادلة". واضاف في تصريح نشر امس في بلغراد ان هذه المحكمة "اصبحت لا تستحق التعاون معها بعدما تجاهلت كل التسهيلات التي قدمتها لها الحكومة اليوغوسلافية منذ تشكيلها". واشار وزير العدل اليوغوسلافي الى انه ابلغ المدعية اربور بأن "صلاحيات محكمة لاهاي في كوسوفو انتهت مع ابرام اتفاق هولبروك - ميلوشيفتش ولا حاجة لأي تنازلات تقدمها يوغوسلافيا في هذا الشأن". ومن جانبه اعلن ناطق باسم المحكمة ان قرار الحكومة اليوغوسلافية "غير مقبول لأنه يخالف قرارات عدة اصدرها مجلس الامن". واوضح ان فريق المحكمة برئاسة اربور "يعتزم التحقيق في المعلومات التي تناولت ارتكاب الصرب والألبان جرائم ضد الانسانية في كوسوفو". واشار الناطق الى ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش "تجاهل الرسالة التي بعثتها اربور اليه في الخامس من تشرين الاول اكتوبر الماضي للسماح لها شخصياً بإجراء التحقيق في وقوع عمليات اعدام للمدنيين وتجاوزات للحقوق الانسانية في كوسوفو". يذكر ان الاجواء متوترة بين بلغراد ومحكمة لاهاي بسبب رفض السلطات اليوغوسلافية تسليم متهمين بجرائم حرب في كرواتيا والبوسنة، من بينهم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش. وافادت مصادر اعلامية صربية امس ان المدعية العامة لمحكمة لاهاي لويزا اربور كندية ابلغت السلطات اليوغوسلافية عزمها على التوجه اليوم الجمعة الى بلغراد حتى ولو لم تحصل على تأشيرة دخول. واعلنت جمعية حقوق الانسان اليوغوسلافية عن تنظيم مؤتمر خاص بجرائم الحرب يبدأ غداً السبت ويستمر يومين وان اربور دعيت لحضوره. واختار مجلس سفراء الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي، فرنسا للاشراف على مهمة "التحقق" التي سيقوم بها حوالى 1500 عنصر من دول منظمة الامن والتعاون الاوروبية في كوسوفو. ويأتي هذا الاختيار ليبدد اجواء التشكيك بالدور الفرنسي التي تناولتها الصحافة عقب اعتقال السلطات الفرنسية الضابط بيار بونيل بتهمة التجسس لصالح الصرب. وكان مجلس السفراء كلّف فرنسا الاشراف على مهمة "التحقق" من انسحاب القوات الصربية من كوسوفو، خلال اجتماع عقده امس الاول في بروكسيل. وتعهدت فرنسا تأمين نصف عدد المحققين اي حوالى 750 عنصراً مدنياً وعسكرياً، على ان تؤمن بريطانيا والمانيا وايطاليا وهولندا القسم الباقي. وبموجب الخطة المعدة في هذا الشأن من قبل اللجنة العسكرية التابعة لحلف الاطلسي فان الجيش الاميركي سيتولى الدعم اللوجستي الذي قد يحتاجه المحققون في كوسوفو.