دفعت قضية سرقة إسرائيل التربة اللبنانية من الجنوب بوزارة الخارجية اللبنانية إلى التحرك وتوجيه رسائل إلى المحافل الدولية لوضع حد لهذه الممارسات. وفي هذا الإطار أعلن رئىس الحكومة رفيق الحريري لدى مغادرته السرايا الكبيرة أمس أن "هناك إتصالات تجرى مع الدول المعنية في موضوع سرقة إسرائيل للتربة من "الشريط الحدودي" المحتل. وأوضح أنه سيتشاور مع وزارة الخارجية "في سبل وقف هذه التعديات"، لافتاً إلى أن مجلس الوزراء "سيتخذ قراراً لجهة تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي أو اتخاذ تدابير أخرى". ووجّه وزير الخارجية فارس بويز رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومجلس الأمن الدولي ورئاسة الإتحاد الأوروبي طالباً فيها "التحرك لوضع حد لسرقة إسرائيل للتربة اللبنانية من المنطقة المحتلة في الجنوب التي تقع بين سهل الخيام وصولاً إلى حاصبيا ونقلها إلى المستعمرات المحاذية للحدود اللبنانية". وجاء في الرسائل "إن الممارسات الشاذة والمتمثلة بسرقة التربة تشكل استمراراً للإعتداءات على لبنان"، ولفتت إلى "المحاذير التي تنتج عن تلك الممارسات والتي تجعل الأرض غير صالحة للإستثمار وتؤدي تالياً إلى الإضرار بالبيئة والمالكين وتهجير السكان الذين يفتقدون بهذه الممارسات لقمة عيشهم". واستنكرت "كتلة الوفاء للمقاومة" حزب الله "الإعتداءات الصهيونية المتكررة التي تطاول البشر والحجر في الجنوب والبقاع الغربي، خصوصاً ما أسفرت عنه الهمجية الصهيونية من سرقة رمال التربة اللبنانية مع ما في هذه الأعمال من إظهار للنيات الخبيثة والسيئة". وطالبت الدولة "بالتحرك لدى المحافل الدولية لوقف هذه الإعتداءات ومقاضاة هذا العدو الغاصب". وفي الإعتداءات، وبعد أقل من 24 ساعة على الغارات الإسرائيلية على البقاع الغربي، أغارت طائرات حربية إسرائيلية ظهر أمس على شرق بلدة شقرا في القطاع الأوسط مستهدفة إياها بصاروخي جو - أرض، وترافقت الغارة مع قصف مدفعي على المنطقة. وفي المقابل أعلنت "المقاومة الإسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" في بيان أن مجموعة منها رصدت أعمال تحصين وترميم في موقع سجد، للدشم التي دمرتها المقاومة خلال عملياتها اول من امس، وهاجمته بالأسلحة الرشاشة والصاروخية محققة فيه إصابات مؤكدة". وتعرضت مراكب صيادين قبالة مرفأ صور فجر أمس لمطاردة زوارق حربية إسرائيلية أطلقت عليها نيران رشاشاتها الثقيلة، ما أدى إلى اصابة المركب "ضحى" وعلى متنه الصيادان خليل وعباس درمسيس وتعطله، فاقترب منه زورق إسرائيلي وأوقف الجنود الاسرائيليون خليل وعباس وضربوهما وحذّروهما من العودة إلى البحر تحت طائلة الإعتقال، إضافة الى احتجاز ثلاثة صيادين أربع ساعات وهم وهبي ومحمد بدوي وعلي أمين. وأشار نقيب الصيادين محمد البواب إلى أن أسئلة الضباط الإسرائيليين تركزت على نشاطات مرفأ صور ومجموعات المقاومة. وطالب بوضع حد للقرصنة الإسرائيلية. ودعا إلى تعويض الصيادين. إلى ذلك، تجتمع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار في جنوبلبنان المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل الأربعاء المقبل في الناقورة لدرس ثلاث شكاوى، اثنتان لبنانيتان على خلفية الإعتداءات الإسرائيلية، وواحدة إسرائيلية تتحدث عن إطلاق المقاومين للنار من مناطق سكنية. على صعيد آخر، أعلن الأمين العام للجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية محمد صفا أن "ثلاث وثائق أعدّتها اللجنة، عن أوضاع الرهائن اللبنانيين المحتجزين تعسفاً في معتقل الخيام والسجون الإسرائيلية سترسلها الإثنين المقبل عبر ال"أنترنت" إلى وزارة الخارجية ومنظمة الأممالمتحدة والهيئات الإنسانية كافة، تتحدث عن احتجاز إسرائيل 183 لبنانياً في معتقل الخيام وسجون الداخل من دون سند قضائي أو تهم أو محاكمة، تتفاوت أعمارهم بين 14 عاماً و70، بينهم أربع أمهات و11 حدثاً، وتتفشى في صفوفهم أمراض عدة". وفي هذا الإطار ناشد أهالي بلدة كفركلا الحدودية المسؤولين التحرك العاجل للإفراج عن إمام البلدة السيد عباس فضل الله الذي اعتقلته إسرائيل أول من أمس وأودعته سجن الخيام.