أبدى جيش تحرير كوسوفو استعداده للقبول بالخطة الاميركية التي وافق عليها القادة المعتدلون لألبان كوسوفو. كما ابدى استعداده للتخلي "مؤقتا" عن اصراره على استقلال الاقليم. في غضون ذلك، حذر الاتحاد الأوروبي بلغراد من مغبة اللجواء الى وضع العراقيل أمام المساعي الدولية الرامية الى ايجاد تسوية سلمية لمشكلة الاقليم تحافظ على الحقوق الاساسية للصرب والألبان. الى ذلك، وصل الى شمال جمهورية مقدونيا امس الاحد 30 عسكرياً فرنسياً شكلوا طلائع قوة التدخل السريع لحلف شمال الاطلسي التي ستتولى حماية المراقبين الدوليين في اقليم كوسوفو. ونقل تلفزيون سكوبيا عن مصادر الحلف الاطلسي ان افراد القوة الآخرين البالغ عددهم حوالى ألفي ضابط وجندي، سيصلون تباعاً خلال اسبوعين وينتشرون في المناطق المقدونية الشمالية والغربية القريبة من الحدود مع كوسوفو. واعلن رئيس الجناح السياسي لجيش التحرير ادم ديماتشي استعداد أنصاره للتخلي عن مطلب الاستقلال الكامل "اذا حصل الاقليم خلال الفترة الانتقالية، على وضع مشابه لجمهوريتي صربيا والجبل الأسود داخل الاتحاد اليوغوسلافي". وأضاف في تصريح نشرته وسائل الاعلام المستقلة في بلغراد امس، ان هذا الموقف "ينبغي ان يقابل بمنح سكان الاقليم حق تقرير المصير بعد الفترة الانتقالية التي حددت بثلاث سنوات". واعتبر المراقبون تصريح ديماتشي الذي هو الأول من نوعه اشارة على القبول بالخطة السلمية المرحلية الاميركية التي تعطي الاقليم صلاحيات مساوية لما تتمتع به صربيا والجبل الاسود وتترك الامور المستقبلية لمفاوضات تتم بين الطرفين الصربي والألباني خلال الفترة الانتقالية. وشكل الموقف الجديد لجيش تحرير كوسوفو خطوة مهمة لتوحيد الموقف الالباني الذي كانت خلافاته موضع انتقاد الوسطاء الدوليين "باعتبارها عائقاً أمام التسوية السلمية التي لا تمنح الاستقلال". وصرح رئيس وفد المفاوضات الالباني فهمي اغاني ان الألبان "يمكن ان يوافقوا على ان يكون اقليم كوسوفو طرفاً ثالثاً في الاتحاد اليوغوسلافي خلال الفترة الانتقالية". ويتوقع المراقبون ان تتركز الضغوط الدولية على الجانب الصربي الذي لا يزال معارضاً للخطة الاميركية "لأنها تجرد صربيا من الهيمنة على شؤون الاقليم".