دمشق، نيقوسيا، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - بعد يوم من دعوة ممثلو الحركات والهيئات العلمانية السورية في مؤتمر للمعارضين في فرنسا «المجتمعين العربي والدولي إلى حماية المتظاهرين السوريين» من قمع قوى الامن، حذر مكتب حقوق الانسان التابع الاممالمتحدة من ان الحملة الأمنية ضد المحتجين «ازدادت حدة» وان عدد قتلى الاسبوع الماضي وحده وصل إلى أكثر من 100. في موازة ذلك، شدد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه على ان المسؤولين في دمشق «يجب ان يحاسبوا عن الجرائم ضد الانسانية» التي ترتكب في البلاد، بينما قال ناشطون إن ما لا يقل عن 9 قتلوا أمس في تصعيد للعمليات الامنية في حمص وريف دمشق، فيما اعتقل العشرات. وفي تقريره أمس، حذر مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة من ان الحملة التي تقوم بها قوى الامن السورية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية ازدادت حدة. وأوضحت كيونغ واكانغ نائبة مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان: «حتى اليوم قتل 2700 شخص من بينهم ما لا يقل عن 100 طفل على ايدي قوات الجيش والامن»، مشددة على «اهمية محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية. وقد وجد المكتب ان من المحتمل ان مثل هذه الجرائم ارتكبت في سورية». ودعت المفوضة السلطات السورية إلى «التعاون في تحقيق جنائي دولي» حول الانتهاكات والجرائم ضد المتظاهرين. واضافت ان «قوى الامن السورية مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر والقناصة تواصل سحق التظاهرات» في مدن من بينها حمص واللاذقية ودرعا ودمشق. وشددت واكانغ على ان جزءا كبيرا من عمليات الامن تركزت في حمص وادت إلى سقوط ما لا يقل عن 23 مدنيا هذا الاسبوع، إضافة الى عشرات الجرحى. وقالت ان «تقارير افادت بان قوى الامن السورية قامت بنقل الجرحى من المستشفيات بالقوة، بما في ذلك من كانوا في غرف العمليات، ومنعت الفرق الطبية من علاج الجرحى». إلا ان السفير السوري لدى مجلس حقوق الانسان في جنيف فيصل خباز الحموي رفض الاتهامات الموجهه لبلاده قائلا انها «منحازة». وقال ان «هناك الكثير من العصابات في سورية... قامت بالهجوم على المدنيين الابرياء، وتحطيم مراكز الشرطة وقتل عدد من قوات الامن... الكثير اعتقلوا واعترفوا بإطلاق النار على المتظاهرين من اجل تأجيج العنف». من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه «ان قادة النظام السوري يجب ان يحاسبوا عن الجرائم التي ترتكب أثناء حملتهم ضد المتظاهرين». وقال، في تصريحات أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، ان «هناك جرائم ضد الانسانية ترتكب في سورية وتجب مساءلة قادة النظام عنها». كما دان «الصمت غير المقبول» لمجلس الامن الدولي. وكان مؤتمر للمعارضين السوريين العلمانيين اختتم أعماله في باريس ليل أول من أمس بدعوة المجتمعين العربي والدولي إلى حماية المتظاهرين السوريين. كما سعى المؤتمر إلى طمأنة الأقليات والإسلاميين في سورية بخصوص شكل النظام المحتمل إذا ما تغير نظام الحكم في البلاد نتيجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة المطالبة بنظام ديموقراطي تعددي مفتوح.