علن المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان قوات الامن السورية قتلت 23 شخصا على الاقل يوم الاربعاء في واحدة من اعنف الحملات الامنية والتي استهدفت مدينة حمص وسط سورية. وصرح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن بان "عدد القتلى ارتفع في حمص الى 21 قتيلا، بالاضافة الى قتيلين في سرمين" في محافظة ادلب، شمال غرب. واضاف "هناك اطلاق نار كثيف في حي باب السباع واحياء اخرى من حمص" متوقعا ارتفاع الحصيلة. وقال احد شهود العيان من باب السباع الذي كان من بين الاحياء التي استهدفتها قوات الامن ان طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق الحي والقناصة متمركزون على اسطح المباني ويطلقون النار على كل شيء يتحرك ورشاشات الدبابات تطلق الرصاص بغزارة كالمطر المنهمر". ويقول الناشطون ان السلطة قد كثفت جهودها خلال الاسابيع الاخيرة في مسعى لقمع الاحتجاجات وتشن عمليات مداهمة وغارات اكثر وتفذ عمليات اغتيال للنشطاء وتعتقل المزيد من المتظاهرين. كما قتل شخص في مدينة حماة القريبة من حمص. وشهدت حمص بعض أكبر الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد. وأضاف الناشطون أن جنودا سورييين تدعمهم دبابات شوهدوا فجر الأربعاء وهم يدخلون إلى حمص. وسقط معظم القتلى في الأحياء القديمة من المدينة كباب دريب وبستان الديوان وباب السباع. وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الامن "استخدمت نيران أسلحتها والقنابل الصوتية لترويع السكان بالقرب من مقر الشرطة حول القلعة". وقطعت خطوط الهاتف والإنترنت عن بعض مناطق المدينة. "جرائم ضد الإنسانية" ومن جهة أخرى، اتهم وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه السلطات السورية "بارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وكان جوبيه يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو. وقال جوبيه إن سورية قد تواجه عقوبات إضافية إذا لم تغير سياستها، وأضاف أن "طريقة قمع النظام السوري للمظاهرات الشعبية غير مقبولة". وأعرب الوزير الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم ادانة للنظام السوري في مجلس الامن وهو الأمر الذي تعرقله موسكو منذ اشهر. وقال إن "على مجلس الأمن الدولي أن يوجه رسالة قوية إلى دمشق حتى يتوقف هذا القمع الوحشي". أما وزير الخارجية الروسي فأكد أن الأولوية لإجراء المفاوضات، وتابع "نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار امر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا". وأوضح أن بلاده قدمت في مجلس الأمن "مشروع قرار يطالب جميع الاطراف بالكف عن استخدام العنف. ويدعو هذا المشروع "المسؤولين السوريين الى الدفع قدما بالاصلاحات التي اقرت حتى الان، والمعارضة الى عدم خوض مواجهة مسلحة والى الا ترفض الدعوات الى الحوار". اتحاد أوروبي آلان جوبيه(يسار) ولافروف جوبيه لوح بعقوبات إضافية ضد سورية وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ قرارا بحظر استيراد النفط من سورية، وهو قرار انتقدته روسيا التي كانت تضغط باتجاه اجراء حوار سياسي. في هذه الاثناء قالت الجامعة العربية إن أمينها العام نبيل العربي سيزور العاصمة السورية دمشق السبت. وأضاف البيان الصادر عن الجامعة ان قرار زيارة العربي قد اتخذ خلال مكالمة هاتفية بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان من المقرر أن يزور العربي سورية الأربعاء لكن الحكومة السورية أجلت الزيارة في اللحظة الأخيرة "بسبب ظروف خارجة عن إرادتها" كما ورد في تعليل قرار التأجيل.