السيد المحرر، ما أجمل كتابات الأستاذ جهاد الخازن حين ينسى ولو شوية نتانياهو والقاموس الذي يستخدمه بحقه. بل ما أجمل كتاباته حين يبتعد، ولو من حين لآخر، عن مشاكل الأمة والعالم. وفي عيون الخازن وآذانه ليوم السبت الماضي 17 تشرين الأول/ اكتوبر 1998 أمتعنا بحديث طريف عن الحيوانات الأليفة من قطط وكلاب. ومن قبل أفرد الجاحظ في "حيوانه" فصلا عن "فضل السنور" على كل المخلوقات، ما عدا الانسان. ولو كنت محله لحذفت العبارة الأخرى. وأفرد كاتب عربي قديم آخر كتاباً لفضائل الكلاب وكان عنوانه "فضل الكلاب على كثير ممن لبسوا الثياب" أو شيئاً من هذا. وماتت حديثاً لامرأة فرنسية عمرها 43 سنة قطة رافقتها 17 عاماً وكتبت تقول: "تبنّيته بعد محاولة انتحار. أعاد لي بهجة الحياة. ومعه كنت أشعر بالأمان والاطمئنان. كان ملجأي، وكان مأواي". ولكاتب هذه الأسطر، يا أستاذ الخازن، تجربة مماثلة لا أقصد محاولة انتحار، بالطبع مع صديقي القط ريمي، خلال 11 عاماً. وجدت لديه وفاء نادراً لدى البشر، ودفء المحبة وصدقها حين عز الحب والوفاء في زمننا الرديء. إن الحيوان يا صديقي أكبر من لعبة أطفال. انه صديق حميم للكبار والصغار على السواء. ولديه من الصفات النظيفة ما يندر وجوده لدى جنسنا الانسان. فما أحراه بالحب، والاحترام...