أجرى رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي محادثات أمس في الرباط مع وفد مجلس الشيوخ البلجيكي برئاسة روجيه لالمان الذي يزور المغرب حالياً. وقالت مصادر مغربية ان الاجتماع عرض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتناول تطورات العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في أفق توقيع اتفاق الشراكة بين الطرفين. وزادت ان محادثات اليوسفي مع النواب البلجيكيين طرحت سبل تعزيز التعاون بين المغرب وبلجيكا ضمن خطة التقارب المغربي - الأوروبي، في مجالات مختلفة، اضافة الى أوضاع الجالية المغربية في بلجيكا. واجرى وفد مجلس الشيوخ البلجيكي محادثات كذلك مع وزير الخارجية المغربي الدكتور عبداللطيف الفيلالي ومع وزير الاقتصاد والمال فتح الله ولعلو. وقالت المصادر ان لقاءات الوفد البلجيكي مع المسؤولين المغاربة عرضت لتطورات الأوضاع في الصحراء الغربية حيث يجري الاعداد لتنظيم استفتاء تقرير المصير المقرر في كانون الأول ديسمبر 1999. وتعتبر زيارة الوفد البلجيكي للمغرب الأولى لوفد أوروبي بعد منح المجموعة الأوروبية الاسبوع الماضي مساعدة لجبهة "بوليساريو" تقدر بپ12 مليون دولار، قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية انها ستخصص للاجئين الصحراويين في مخيمات تيندوف غرب الجزائر. وهيمن الجانب الاقتصادي على محادثات الوفد البلجيكي مع ولعلو. وقالت المصادر انه تمت الدعوة خلال هذا اللقاء الى تشجيع الاستثمارات البلجيكية في المغرب وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وشكل موضوع الصحراء الغربية المحور الرئيسي للمحادثات التي اجراها رئيس لجنة العدل في مجلس الشيوخ البلجيكي روجيه لالمان مع رئيس مجلس المستشارين المغربي محمد جلال السعيد. وقالت مصادر نيابية ان لقاء السعيد ولالمان بحث في "الانشغالات الاساسية للمغرب بخصوص موضوع الصحراء الغربية، والاحتلال الاسباني لمدينتي سبتة ومليلية شمال البلاد. وزادت ان المحادثات ركزت على "التحولات السياسية التي يعرفها المغرب" في اشارة الى التناوب على السلطة بعد تولي الاتحاد الاشتراكي الحكومة الائتلافية الحالية برئاسة عبدالرحمن اليوسفي. وتناول اللقاء ايضاً ضرورة فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، وتأهيل الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا من أجل لعب دور في التقريب ما بين الشعبين البلجيكي والمغربي، علماً ان الجالية المغربية تعتبر اكبر جالية اجنبية في بلجيكا. ويلتقي وفد مجلس الشيوخ البلجيكي اليوم في الرباط وزير العدل المغربي عمر عزيمان ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ادريس الضحاك. ومن المقرر ان يبحث الطرفان تطورات أوضاع حقوق الانسان في المغرب والانفراج الذي عرفته الساحة بعد منح العاهل المغربي الملك الحسن الثاني أخيراً عفواً شاملاً عن المعتقلين السياسيين. واعلان السلطات للمرة الأولى عن وجود "مختفين" و"مفقودين"، ما اعتُبر خطوة مهمة في اتجاه تكريس حقوق الانسان في البلاد.