أحاطت فرنسا بحفاوة كبيرة رئيس الحكومة المغربية السيد عبدالرحمن اليوسفي الذي يزور رسمياً للمرة الأولى منذ توليه منصبه باريس حيث التقى الرئيس جاك شيراك وبحث معه في العلاقات الثنائية والمواضيع الاقليمية. وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية إن شيراك أبلغ اليوسفي اعجاب فرنسا وأوروبا بالتغيير الاقتصادي والسياسي في المغرب. وذكرت ان محادثات شيراك واليوسفي تطرقت الى موضوع الدين المترتب على المغرب لحساب فرنسا، على أن يتم تعميق هذه المحادثات خلال اللقاء الذي يعقده اليوسفي مع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان. وعلم من مصادر مغربية ان اليوسفي يأمل من فرنسا ان تساعد في تحويل الدين استثمارات خاصة في المغرب. وأشارت الى ان الطبقة السياسية الفرنسية عموماً تأمل في أن يتم التوصل الى تسوية ايجابية لمسألة هذا الدين، بأسرع فرصة ممكنة. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، قالت الاوساط ان شيراك واليوسفي تناولا مسألة شراء المغرب لمعدات فرنسية بينها طائرات "اير باص" لحساب شركة "الخطوط الملكية المغربية". وعرض الجانبان مواضيع اقليمية، منها مسيرة السلام في الشرق الاوسط والوضع في الجزائر. وكان اليوسفي استهل نشاطه في باريس بلقاء، حول مأدبة فطور مع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية لوران فابيوس، تخللته محادثات تناولت علاقات المغرب مع الاتحاد الاوروبي. وطالب اليوسفي فرنسا بدفع الدول الاوروبية التي لم توقع بعد اتفاق الشراكة مع المغرب الى التوقيع. وعرض مع فابيوس المشكلات العالقة مع فرنسا ومنها مشكلة صيد الاسماك. وأبلغ المسؤول المغربي فابيوس رغبة الملك الحسن الثاني في ان يتدخل شيراك لدى رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا ازنار لحثه على تغيير موقف اسبانيا من هذا الملف. وعرض اليوسفي على فابيوس كل ما تقوم به الحكومة المغربية من مشاريع قوانين في مجالات مختلفة مثل الموازنة والقضاء والاصلاح التعليمي، وأكدّ ان اولوية حكومته هي مكافحة البطالة. وأكد فابيوس من جهته ان في امكان المغرب الاعتماد على مساعدة فرنسا، لأن نجاح الحكومة المغربية الحالية في تحقيق مهماتها امر اساسي. وفي معرض حديثه عن الصحراء الغربية، قال اليوسفي ان الأمور تتقدّم ببطء وأن جبهة "بوليساريو" ترفض توسيع عدد الناخبين. وأبلغ فابيوس ما يقوم به المغرب في مجال حقوق الانسان، وأن هناك مجموعة قرارات اتخذت بالتشاور مع العاهل المغربي على هذا الصعيد، وأن لجنة تشكّلت لمعالجة قضية المفقودين، وهي لم تنته بعد من اعداد الاستنتاجات التي توصلت اليها. وكان اليوسفي الذي تولى قيادة المقاومة المغربية اصرّ على زيارة ضريح المقاوم الفرنسي الشهيد جان مولان في "البانتيون". والتقى بعد الظهر جوسبان الذي أقام تكريماً له عشاء رسميا بعدما اختتما اعمال ندوة "الصداقة الفرنسية - المغربية" التي نظمها المفكر المغربي مهدي قطبي وافتتحها فابيوس، ووزير الشؤون العامة المغربي احمد لحليمي ورئيس مجلس النواب المغربي عبدالواحد راضي. وشارك في الندوة رئيس الوزراء الفرنسي السابق الان جوبيه الذي أكدّ ان الصداقة المغربية -الفرنسية كانت دائما من اولويات الحكومة التي ترأسها وأن العلاقات جيدة ومستقرة بين البلدين منذ 1993. وأكد جوبيه ان على اوروبا ان تلعب دورا اكبر وأن تلبّي التطلعات المغربية وتساعد المغرب على خفض ديونه التي تمثل خدمتها ثلث الموازنة المغربية. كما تحدث رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان جاك لانغ والأمين العام لحزب الاستقلال المغربي السفير السابق لدى فرنسا عباس الفاسي الذي قال ان حزبه الذي رفض نتائج الانتخابات المغربية شارك في الحكومة كون شخصية رئيسها واعدة على صعيد تطوير البلاد. وشارك ايضا الوزير المكلف بحقوق الانسان محمد اوجر وادارت الندوة الصحافية المغربية سميرة سيتيل والكاتب الفرنسي دانيال روندو.