يحمل حسين فهمي، الرئيس الجديد لمهرجان القاهرة السينمائي، كما يحمل مساعدوه من دون تمييز، مسؤولية مواصلة طريق كان المهرجان اختطها لنفسه بنجاح، والانتقال بهذه المناسبة الى مستويات جديدة لم يصل اليها من قبل. أولاً لأن التقدم يفرض الانتقال الى مراحل أعلى وأكثر تحدياً، وإلا لكان نوعاً من التواصل فقط، وثانياً لأن لا أحد يريد لهذا المهرجان أن يخفق. لا القائمين عليه ولا النقاد المتوجهين اليه ولا الجمهور ولا أيضاً، أي من المسؤولين. ويبدو حسين فهمي الرجل المناسب في المكان المناسب فعلياً وذلك بسبب ثقافته كما بسبب معرفته وخبرته ولأنه ينظر الى الأمور الإعلامية على النحو الذي يستطيع تأمين شروط هذا التقدم المطلوب. والذين عارضوا مجيته أو انتقدوا اختياره تسرعوا في الحكم عليه. اعتبره البعض متساهلاً في أمور وطنية موضوع اشتراك اسرائيل ووجده آخرون يميل الى الإبهار والاستعراض أكثر من ممارسته اختيارات فنية وربما شكك بعض ثالث في قدرته على تنظيم المهرجان بفعالية ودفعه في وقته المحدد ليؤدي رسالته التي مارسها وعايشها طوال الدورات السابقة. وكل هؤلاء اكتشفوا عكس ما ذهبوا اليه. ومن المهم والمحبب فعلاً أن حسين فهمي ومساعديه، بينهم سهير عبدالقادر ويوسف شريف رزق الله من بين آخرين عديدين، تركوا شغل الرد على النقد واشتغلوا فيما ينفع وهو تحدي الظروف السينمائية الدولية من أجل جمع نخبة من الأفلام الجيدة، من ناحية، وتنظيم الجوانب الإدارية على نحو جديد وفعّال كما تفيدنا الأنباء الواردة من هناك. في هذه الأيام ليس سهلاً اقامة مهرجان سينمائي. ما البال إذا ما كان مهرجاناً سينمائياً دولياً؟ وواحد من هذه المصاعب هو حقيقة أن السينمائي العالمي لديه خيارات متعددة أخرى غير مهرجان القاهرة يستطيع التوجه بفيلمه الى أي منها. هذه الخيارات منافسات طبيعية وغير طبيعية في ذات الوقت. طبيعية لأن السينمائي يبحث عما يراه مفيداً له وللمهرجانات الكبرى طرقها في الجذب والإغراء، وغير طبيعية لأن القاهرة في نهاية أمره مهرجان لا يزال، على انجازاته، جديداً عليه أن يطرح نفسه كبديل لمهرجانات غربية من السهولة بمكان كبير القبول بها. وعي حسين فهمي الواضح بذلك هو الضمانة الحقيقية التي تؤكد لنا أن الدورة الجديدة هذا العام هي نقلة أمامية فعلية للغاية