منظمو معرض بيروت العربي والدولي للكتاب، الذي انطلق امس ينظمه كعادته النادي الثقافي العربي للسنة الثانية والأربعين، اعتذروا من ثلث دور النشر المتقدمة بطلبات للمشاركة في المعرض، وسبب الاعتذار، ضيق المكان الذي يقام فيه، أي قاعة "أكسبو بيروت". ففي بيروت قاعات اكبر، كتلك التي يقيم اتحاد الناشرين اللبنانيين فيها معرضهم، اي قاعة "فوروم دو بيروت"، ولكن المنظمين يرون ان جمهور الكتاب العربي في بيروت مقيم في جزئها الغربي، اما المنطقة الشرقية منها، فلها الكتاب الفرنسي ومعرض "إقرأ بالفرنسية وبالموسيقى" الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي وقد شهد هذا العام اقبالاً كبيراً من جمهور لبناني وفرنكوفوني. لا تنعقد على هذه الثنائية، ازمة الكتاب في لبنان، ولكنها مفارقة قديمة جديدة وقد يكون من الطريف افتتاح الكلام عن الكتب في لبنان فيها. اما غير الطريف في ازمة الكتاب والنشر في لبنان، فهو تقاطع كمٍ لا يحصى من المشاكل والعقد، حصيلتها ان بيروت "عاصمة الكتاب العربي" كما ورد ويرد في خطب مفتتحي معارض الكتب، ما زالت الى اليوم من اقل العواصم العربية اكتراثاً بالكتاب وطبعاً من ناحية القراءة لا الصناعة والنشر. يجزم اصحاب دور النشر اللبنانيين، بأن ازدهار سوق النشر في لبنان غير مرتبط بمعطى ثقافي لبناني، وأنه سوق لا يمول نفسه. فبالاضافة الى الاعتماد على الكتب التراثية والدينية التي تصدر الى الخارج الخليج وشمال أفريقيا وإيران، تعتمد دور النشر اللبنانية في استمرارها على انواع اخرى من التمويلات، كالكتب الاحتفالية، اي تلك التي تدعم نشرها وإصدارها مؤسسات ودول وأشخاص. اما الكتب التي تموّل نفسها، فهي كتب الفضائح والعناوين الجاذبة والتي غالباً ما تنقصها معايير الكتابة. انها حيل البقاء والاستمرار كما يقول الناشرون وهي وإن اساءت الى قيمة الكتاب في لبنان، فهي تجسّد حيوية السوق الوحيدة وآليته. اللبناني ليس قارئاً نموذجياً كما يجمع الناشرون والكتّاب، ودرجة اقباله على معارض الكتب هي ما دون الوسط بالرغم من التطور الذي يلحظه منظمو المعارض في عدد زوار معارضهم. ففي العام 1996 كان عدد زوار المعرض العربي والدولي للكتاب نحو مئتين وخمسين ألف زائراً، ووصل هذا الرقم في العام 1997 في المعرض نفسه الى ثلاثمئة وخمسة وسبعون ألفاً، كما تطورت المبيعات في هاتين السنتين من سبعمئة وخمسين ألف دولار أميركي الى مليون ومئة ألف دولار. يشترك في المعرض هذه السنة 145 داراً لبنانية و35 عربية اضافة الى مؤسسات ثقافية واجتماعية. وخصصت ادارة المعرض قاعة في سعة ثلاثمئة كرسي، وفيها ستقام ندوات ومحاضرات طوال ايام المعرض الذي ينتهي في 7 كانون الاول ديسمبر.