ربما كان اهم الشخصيات الكثيرة التي عرفها تاريخ البندقية، بعد ماركو بولو طبعاً، جياكومو كازانوفا . هذا المغامر، المتسلّق الاجتماعي، والنصّاب، وذو الاهتمامات الثقافية بين وقت وآخر، لم يكن ابان حياته مشهوراً، لا في مدينته ولا في مدن اوروبا التي اكثر التردد عليها. غير ان الشهرة التي اكتسبها بعد رحيله لم تكن بسبب نسائياته فقط، بل أيضاً بسبب المخطوطة التي تركها والتي تبلغ 3600 صفحة مليئة بيوميات غير موثوقة تعج بتمجيد كاتبها لذاته. في الذكرى المئوية الثانية لوفاة رمز الاغراء في احد حصون بوهيميا، أقيم معرض في البندقية بعنوان: "عالم جياكومو كازانوفا: البندقية في أوروبا 1725-1798". وبالمناسبة اياها ظهرت قراءات للصفحات التي تركها ممهورة ب"قصة حياتي"، حيث يتبين ان الرجل لم يكن على الاطلاق نزيهاً في سرده، مضخماً اهميته، وزاعما لنفسه صلات لم تقم في الواقع مع عظماء زمنه، وناسبا الى نفسه مغامرات هي اما مفبركة كلياً أو مبالَغ فيها. وفي هذا المعنى فإن الرأي الغالب هو ان المعرض ينطوي على معانٍ مفيدة عن عالم كازانوفا، أكان ايطالياً أم أوروبياً، وبأزيائه وقراءاته وعاداته، أكثر مما عن كازانوفا، وعن رغبات الرجل أكثر مما عن واقعه الفعلي