تستعد السلطات السورية لحلول الألفية الثالثة بسلسلة برامج ترويجية وسياحية تسعى من ورائها الى زيادة حركة السياحة الوافدة إلى البلاد. وقال نائب وزير السياحة السوري السيد عبدالرزاق قطيني ل "الحياة" إن الاستعدادات التي تجرى في سورية تنسجم مع ما أقره مجلس وزراء السياحة العرب في دمشق السنة الجارية لجعل عامي 1999 و2000 عام السياحة العربية في سورية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر مع إيلاء أهمية رئيسية لانتهاء الألفية الثانية وتوجيه جهود القطاع السياحي نحو الاستفادة من هذه المناسبة. وأشار إلى أن الاهتمام ينصب في صورة خاصة على الترويج للسياحة الدينية المسيحية في هذه البلدان. وأضاف أن سورية، التي تحفل بآلاف المواقع الأثرية التي تظهر عظمة الحضارات الانسانية التي عاشت وتمددت فوق أرضها وترابها، ستحرص خلال العامين المقبلين على ابراز الآثار التي تعود إلى الحقبة التي واكبت بروز وانطلاق الدعوة المسيحية وما خلفته من تراث ترك بصماته عبر الصروح والمواقع التي تعكس علاقة الانسان بتراثه الايماني. وزاد: "في دمشق الكثير من الأماكن التي يجلها المسيحيون والتي انتشرت منها الديانة المسيحية. فالقديس بولس كان أحد الضباط اليهود في الجيش الروماني ممن كانوا يضطهدون المسيحيين. وقام بحملات قتل وتعذيب في دمشق. وذات مرة وبينما كان على صهوة حصانه في منطقة كوكبا قرب دمشق، ظهر له السيد المسيح وسأله: شاول، شاول لماذا تضطهدني؟ وذلك وفق ما ورد في الانجيل. وعندها أصيب بولس بالعمى إلى أن أتاه هاتف ينصحه بالذهاب الى حنانينا وكان أحد الأولياء الصالحين. فتوجه اليه وشفاه ليعود مبصراً وليعتنق المسيحية وليصبح أحد المبشرين بها. وفي موقع لقاء الرجلين أقيمت كنيسة حنانينا، كما أقيمت كنيسة في الموضع الذي ظهر فيه السيد المسيح وهي كنيسة كوكبا". وتابع يقول: "في سورية أقدم الكنائس. وفيها إضافة إلى كنيستي حنانينا وماربولس دير سمعان العامودي ومقام يوحنا المعمدان الذي هو في المسجد الأموي ويقدسه المسلمون والمسيحيون على حد سواء". وأشار إلى أن "سمعان العامودي كان قديساً وأحد الأولياء الصالحين. وكان يبشر بالمسيحية في شمال سورية، في منطقة إدلب قرب حلب. وعاش ناسكاً على عامود لمدة 40 عاماً. وكان يخاطب تلاميذه من أعلى العامود. وهناك بنيت كنيسة مثمنة الأضلاع تحمل اسم دير سمعان العامودي. وهي مقصد لزوار كثيرين". ووصف مدينة معلولا، التي تبعد 60 كيلومتراً عن دمشق، بأنها موقع فريد من نوعه في التاريخ الانساني وفي الديانة المسيحية نظراً إلى كون سكانها لا يزالون يتحدثون الآرامية الى اليوم، وهي لغة السيد المسيح. وأضاف: "تتميز معلولا بديريها الشهيرين الأول دير القديسين مار سركيس وباخوس وهما مشهوران في الديانة المسيحية، وبني الدير فوق معبد قديم. والدير الثاني دير مار تقلا، نسبة إلى تقلا وهي كانت إحدى المؤمنات الصالحات واعتنقت الديانة المسيحية مخالفة إرادة أهلها الذين حاولوا قتلها، فهربت لتصل إلى طريق مسدود ووراءها الجنود الذين كانوا يلاحقونها، حينها أخذت بالصلاة فإذا بالجبل ينشق فدخلت فيه ناجية بذلك من الذين كانوا يلاحقونها. ولا يزال الفج مع الدير الذي أقيم في موقع الصلاة موجودين إلى اليوم ويؤمهما الزوار باستمرار. وأهالي معلولا لا يزالون يتكلمون الآرامية كما كانت على عهد السيد المسيح حتى الآن". وتحدث السيد قطيني عن خطة الوزارة الحالية للترويج لمعالم طريق السيد المسيح كبرنامج سياحي يزداد الاهتمام به مع انتهاء الألفية الثانية بالاضافة إلى المنتج السياحي السوري بأشكاله المختلفة فقال: "أعدت الوزارة مجموعة من الكتيبات والملصقات الاعلانية التي تتحدث عن أهم المعالم الأثرية والحضارية والدينية في سورية لابراز وإظهار المنتج السياحي السوري بتنوعه وتعدده، والترويج له بكل الأشكال والأساليب اللازمة بقصد ايصاله إلى جميع الأسواق السياحية في العالم واستقدام أكبر عدد ممكن من المجموعات السياحية". وشدد على "التطور المتسارع الذي شهده القطاع السياحي في سورية خلال السنوات الأخيرة ما أنتج تعزيز الحضور السوري في السوق السياحية الدولية". ولفت من ناحية أخرى إلى "تركيز الدولة على تشجيع الاستثمار بأنواعه كافة، ولا سيما السياحي، مقدمة لرؤوس الأموال الخاصة المحلية والعربية والأجنبية حوافز تشجيعية للقدوم والاستثمار في صناعة السياحة والارتقاء بالسعة الايوائية في سورية"