تلقى الرئىس اللبناني المنتخب إميل لحود أمس عدداً من برقيات التهنئة من رؤساء ومسؤولين في دول أجنبية وعربية، في حين تواصلت في لبنان ردود الفعل المرحّبة بانتخابه. والتقى لحود سفير الولاياتالمتحدة الأميركية ديفيد ساترفيلد الذي نقل إليه تهنئة شفوية من الرئيس بيل كلينتون. ووزعت السفارة في بيروت بيان الناطق باسم الخارجية الأميركية جيمس روبن، جاء فيها: "أن الولاياتالمتحدة ترحب بانتخاب إميل لحود رئىساً مقبلاً للبنان، وهو الذي كانت له حياة مهنية متميزة في الجيش اللبناني، وله فضل في إعادة بناء القوات المسلحة اللبنانية غداة الحرب لتكون مؤسسة وطنية موحدة". واستقبل لحود السفير المصري في لبنان عادل الخضري الذي سلمه رسالة تهنئة خطية من الرئيس حسني مبارك. وتلقى برقيات من الرئىس الإيطالي أوسكار لويجي سكالفارو وأمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهدها الشيخ جاسم والرئىس السوداني عمر حسن البشير والأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية بطرس غالي. وتلقى أيضاً إتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام وهنأه بانتخابه، وأبرق إليه وزير الدفاع السوري العماد أول مصطفى طلاس قائلاً "إن إنتخابك عنوان كبير لتضامن الشعبين الشقيقين السوري واللبناني". وأشاد "بجهوده في تطوير المؤسسة العسكرية وجعلها وطنية متماسكة"، مرحّباً بالرئيس المنتخب أخاً كريماً للرئىس حافظ الأسد". وفي المواقف، رأى مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، في بيان أصدره، بعد إنتهاء أعمال مؤتمره الثامن في الأردن، "أن هناك ما يحمل على الأمل أن الوضع العام سيأخذ بالتحسن مع إنتخاب رئيس جديد وأن ما يتحلى به من صفات طيبة ستمكّنه بمؤازرة المخلصين من الأعوان، من التغلب على ما يعترض سبيله من صعوبات كثيرة منها مأساة الجنوب اللبناني وبخاصة منطقة جزين والأزمة الإقتصادية وإعادة المهجّرين إلى قراهم وأرزاقهم وإجراء المصالحة الوطنية وجمع المواطنين حول الوطن الذي ينتظر أن يستعيد كل مقوماته ليستأنف دوره في محيطه والعالم". واتصل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين من القاهرة بالعماد لحود مهنئاً، ومثنياً عليه خصوصاً أنه "يمثل إقتناعات كل اللبنانيين". واعتبر "أن بيان العماد لحود إلى الشعب اللبناني ينم عن إدراكه المسؤولية الضخمة التي تنتظره وما يجب أن تكون عليه من حكمة وجدية في بناء الدولة والمؤسسات ومحاربة المحاصصة وتطبيق القانون على كل اللبنانيين من دون إستثناء، وذلك ما نأمله وما نستشفه. ونحن متفائلون وليس في عقيدتنا وديننا ما يحث على التشاؤم أبداً لأن التشاؤم في عقيدتنا محرم والتفاؤل هو الذي ينبغي أن نسير عليه". وتمنى للرئيس المنتخب "أن يحقق ترسيخ العدالة وبناء دولة المؤسسات ونبذ السماسرة والمختلسين لأموال الدولة وما يحقق دعم المقاومة في مواجهة إسرائيل في الجنوب والبقاع الغربي على إختلاف عناوينها"، مشيراً إلى الموقف الذي ضمنه لحود رسالته إلى المقاومين في الجنوب والبقاع الغربي قائلاً "إن ذلك يثلج قلوبنا ويغرس في نفوسنا الأمل بعهد جديد لمصلحة لبنان ومؤسسات الشعب اللبناني". واتصل بلحود أيضاً بطريرك الروم الأرثوذكس أغناطيوس هزيم، وهنأه القائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث ووصفه بأنه "عماد مدرسة العطاء وقائد مسيرة الشرف والعهد والوفاء". وقال العلامة السيد محمد حسين فضل الله "أن الكلام الداخلي يتضاعف عن تغيير جذري على مستوى أنماط السلوك السياسي والإقتصادي". ورأى "إن التغيير عندما يحصل ينطلق من جانبين الأول منشأه المتغيرات السياسية الكبرى في المنطقة، ولا يبدو أن هناك جديداً واضحاً في المستقبل القريب، والثاني ينطلق من الإدارة الداخلية التي تحسن قراءة المراحل وترجمة التوجهات الشعبية وحاجات المواطنين". واعتبر "إن أي عهد يأتي لا بد له من أن يفكر أولاً بإزالة الإحتلال، وسمعنا حديثاً جيداً في التصميم على إزالته". وقال "في الحديث عن الإنحناء أمام شهداء المقاومة، وهذه أول كلمة نسمعها بهذا المستوى من مسؤول لبناني، نريد الأفعال ودولة التخطيط والمؤسسات والشعب الذي لا يبيع صوته بأي ثمن". وأوضح النائب مروان حمادة "أن جبهة النضال الوطني التي يترأسها الوزير وليد جنبلاط سجلت موقفاً ولم تنسف جسوراً مع العماد لحود". وأضاف "أن التعاون سيكون مفتوحاً على مصراعيه وأن الأمل كبير عند الجميع في جمع طاقتي العماد المنتخب والرئيس الحريري لتصبح رافداً في نهر كبير يجرف أمامه الفساد السياسي والإداري ويبني لبنان الغد". وأمِلَت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان من العهد المرتقب "أن يواصل النهج الوطني والقومي الذي أرساه الرئيس الياس الهراوي، وأن يجدد ثقة المواطن بدولته ومؤسساته عبر تحرير إرادته من الإنتماءات الطائفية والمذهبية التي أعاقت مسيرة الإعمار والبناء". وأثنى "حزب الوطنيين الأحرار" على مضمون كلمة لحود "التي تشكل تشخيصاً واقعياً للحال الراهنة وتعبيراً عن آمال المواطنين وآلامهم وعناوين عريضة لبرنامج الحكم وخطة إنقاذ الوطن، مع أن العبرة تبقى في التنفيذ الذي يظل رهن معطيين: الأجواء الإقليمية والتوافق الداخلي من جهة، والإرادة الصادقة والإقدام من جهة ثانية". ورأى في الكلمة "عزاء ولو موقتاً بالنسبة إلى الإسلوب الذي تمّ فيه حسم موضوع رئاسة الجمهورية والذي لم ينجح الإخراج الشكلي في التخفيف من مساوئه وانعكاسه السلبي على الوطن والديموقراطية". ودعا الحكم إلى "التصدي للواقع المشين الذي من شأن استمراره إلحاق الأذى بالوطن والقضاء على مقوماته".