وأخيراً، بدأت اسرائيل تنفيذ "مذكرة واي ريفر" وسط أجواء اختلطت فيها مشاعر الفرحة بخيبة الأمل لدى الفلسطينيين. ففيما استكملت القوات الاسرائيلية امس المرحلة الاولى من اعادة الانتشار الثانية في الضفة الغربية، اطلقت 250 معتقلاً فلسطينياً كدفعة أولى من أصل 750 معتقلاً وافقت على اطلاقهم، كما وقعت على اتفاق يسمح بتشغيل مطار غزة الثلثاء المقبل. راجع ص 4 ولم تخل الساعات الاخيرة التي سبقت تنفيذ الانسحاب في شمال الضفة من تعقيدات، اذ احتج الفلسطينيون على تعديلات ادخلتها الحكومة الاسرائيلية على الخرائط الخاصة بالانسحاب، ولم يتسنَ التوقيع على اتفاق نقل الصلاحيات في المناطق التي سيتم الانسحاب منها، إلا بعد تدخل الرئيس ياسر عرفات الذي وافق على التعديلات. وبموجب هذه التعديلات، تبقي اسرائيل تحت سيطرتها محورين للطرق في منطقة جنين التي انسحبت منها لتقطع بذلك التواصل الجغرافي في المنطقة وتقسمها الى ثلاث كتل. وفيما دخلت سيارات الشرطة الفلسطينية 28 قرية فلسطينية وسط ترحيب فلسطيني عارم رُفعت خلاله صور عرفات والاعلام الفلسطينية واطلقت زخات من الرصاص ابتهاجاً بعودة اجزاء من الارض الفلسطينية، كانت الفرحة شبه معدومة في المراكز الثلاثة التي وصل اليها 250 سجيناً فلسطينياً منهم 150 سجيناً جنائياً. وفي حين أخفى أهالي الذين اطلقوا فرحتهم، بدت خيبة الأمل على وجوه أهالي السجناء الامنيين الذين لم يطلقوا، بل ان بعضهم صرخ مندداً باتفاق واي ريفر، خصوصاً في ضوء استمرار اعتقال عدد كبير من السجناء الامنيين وعدم اطلاق المسنين والمرضى منهم حسب الاتفاق. وفي لندن، رحب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت ببدء تنفيذ المرحلة الاولى من اعادة الانتشار الثانية في الضفة، واضاف في بيان امس ان بلاده "تتطلع الى تطبيق المراحل المتبقية وتدعو الجانبين الى مواصلة تنفيذ التزاماتهما".