جددت حكومة السودان مطالبتها مجلس الامن بإرسال لجنة تحقيق لتقصي الحقائق عن الادعاءات الاميركية لتبرير ضرب مصنع الشفاء للادوية، فيما استنكرت وزارة الخارجية الاميركية "القصف العشوائي الذي تقوم به الحكومة المركزية ضد المدنيين في جنوب السودان" واحتج وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل على "التبريرات الاميركية" لمنع ارسال البعثة الدولية. وقال في رسالة الى رئيس مجلس الامن وزعت اول من أمس ان "هذه التبريرات مرفوضة جملة وتفصيلاً". وردت الرسالة على وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير توماس بيكرنغ الذي قال ان طلب السودان ارسال بعثة "له دوافع ساسية ويشتمل على قدر من الاستخفاف بالآخرين إذ ان الامطار غسلت التربة وأزالت الأدلة على وجود المواد الكيماوية" في المصنع، معتبرة ان "ذريعة هطول الامطار مدعاة للسخرية" اذ ان "ارضية المصنع مرصوفة بالاسمنت، وان المصنع لا توجد فيه تربة اصلاً لتؤخذ منها عينة مزعومة او لتغسلها الامطار". واكد الوزير السوداني في رسالته: "نحن في حكومة السودان لم نلحظ حتى الآن اي جدية من الجانب الاميركي للبحث عن حل ثنائي لهذه المشكلة مما يؤكد ان الاستراتيجية الاميركية لمعالجة الامر ترمي الى اضاعة الوقت من دون اتخاذ اي اجراء". وطلب من مجلس الامن ان يضطلع بواجباته "باستعجال ارسال لجنة تحقيق الى السودان، وفق ما نص عليه مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية". من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن مساء اول من أمس أن الوزارة تلقت معلومات من اللجنة الاميركية للاجئين افادت ان طائرة سودانية ألقت قنبلتين يوم 14 من الشهر الجاري على مستشفى مدينة يي التي يسيطر عليها "الجيش الشعبي لتحرير السودان" وتدور حولها معارك مع الجيش الحكومي. ووصف روبن الغارة بانها عمل مرفوض مشيراً الى ان الوكالة الاميركية للتنمية ساهمت اخيراً في اعادة بناء المستشفى الذي تديره منظمة اغاثة نروجية. واضاف ان شخصين قتلا في الحادث. وقال ان الولاياتالمتحدة "تدين اعمال القصف العشوائي ضد المدنيين".