صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق العدد 76 من مجلة "شؤون الأوسط"، وفيه محور يتناول الازمة الاخيرة بين تركيا وسورية، الى عدد آخر من المساهمات التي تتناول القضايا الاقليمية والدولية. يتضمن المحور افتتاحية العدد بعنوان "الازمة التركية - السورية"، ويرى فيها طلال عتريسي ان فشل تركيا في بناء "العالم التركي"، وعجزها عن حل المشكلة الكردية الداخلية، وكذلك الخوف من العملية الديموقراطية التي ستعزز مجدداً فرص الاسلاميين في الوصول الى السلطة كما هو متوقع في الانتخابات البرلمانية في نيسان ابريل 1999، أعاد الخيار التركي الى أولوياته الأمنية، ودفع بالتالي باتجاه التصعيد التركي ضد سورية بذريعة دعم حزب العمال الكردستاني. وتحت عنوان "سياسة حافة الهاوية التركية: مقاربة للدوافع والاستهدافات"، اعتبر محمد نورالدين ان التصعيد التركي الاخير ضد سورية لا يمكن فصله عن جملة تطورات داخلية واقليمية. فعلى الصعيد الداخلي، كان لا بد من تحويل انظار الرأي العام التركي عن قضايا الداخل المتفجرة من خلال الضرب على وتر الاخطار الخارجية لاعادة التماسك الداخلي. أما على الصعيد الاقليمي، فان تركيا تتطلع نحو القيام بدور فاعل ومؤثر ومباشر في عملية التشكل الجديد لخريطة الشرق الاوسط. وفي المحور ايضاً مقالة بعنوان "التعاون العسكري التركي - الاسرائىلي والتحول الى نظام أمني اقليمي" أشار مأمون كيوان الى ان جولة ييلماظ المشرقية عززت مخاوف دمشق من اخطار التعاون العسكري الاسرائيلي - التركي الذي تعتبره حلفاً "أخطر من الاحلاف القديمة"، وكذلك الى تساؤل الصحافة السورية عن مبررات وجود غطاء أردني للتحالف التركي - الاسرائىلي. ومن المساهمات الاخرى في العدد مقالة بعنوان "الأوراسيون الجدد في نصين" قدم فيها محمد دياب للمقالتين التاليتين في العدد، واللتين تحدد رؤية الأوراسيين الجدد في روسيا حول العلاقة مع ايران: الاولى بعنوان "رؤية روسية للتقارب مع ايران: حلف أوراسيا الجيوسياسي" ويرى فيها الكسي غروميكو ان مصالح روسياوايران في ما وراء القوقاز وآسيا الوسطى تتطابق الى حد كبير، سواء في مسائل النزاعات الاقليمية أو في ميدان الطاقة. كما ان ايران تعيق تحوّل "الخارج القريب" لروسيا على الجناح الجنوبي الى مناطق عازلة لمصلحة الحلف الاطلسي، فضلاً عن انها المعبر الى البحار الدافئة" والثانية بعنوان "محور موسكو - طهران" ويعتبر فيها ألكسندر دوغين ان محور موسكو - طهران هو اساس المشروع الجيوبوليتيكي الأوراسي، والإسلام الايراني هو الصيغة الأفضل لدخول الحلف القاري، وعلى موسكو ان تمحضه دعمها الكامل. وفي مقالة بعنوان "قضية كوسوفو والدور التركي"، اعتبر محمد نورالدين ان تركيا مع ايجاد حل لمشكلة كوسوفو في اطار وحدة الاراضي اليوغوسلافية، والدافع وراء هذا الموقف وجهة نظر مفادها انه من المستحيل اعطاء حق تقرير المصير واقامة جمهورية مستقلة لكل قومية في البلقان، لان ذلك سيشجع القوميات الاخرى، ومنها القومية الكردية في تركيا، على المطالبة بالامر نفسه. وتحت عنوان "مأزق المواجهة العربية لاسرائيل"، يعالج برهان غليون الاسباب التي عملت على خسارة العرب معركة المواجهة الجماعية لاسرائيل، وهو ما برز من خلال القبول باستراتيجية السلام التي تكرست رسمياً في مؤتمر مدريد، ثم في الاتفاقيات المنفردة مع اسرائيل. واخيراً، رأى احمد ثابت في مقالة بعنوان "العولمة" حدود الاندماج وعوامل الاستبعاد" ان العولمة بحسب التصور الاميركي، تصر على العصف بالهوية القومية والوطنية للشعوب... تحت زعم ان نزعة العولمة هي نزعة انسانية تتجاوز الحدود بين الدول انطلاقاً من قيم الحرية وسيادة السوق على النمط الاميركي، وتصبح الحرية في واقع الامر حرية الاحتكارات العملاقة المتعدية الجنسية في الاعلام والثقافة والاقتصاد والمال والتجارة والنفط في اختراق سيادة وحدود وهوية دول وحضارات العالم. وفي باب اتجاهات عدد من المساهمات: "الازمة بين ايران وطالبان" علي جوني" "الجزائر: صراع العسكر والرئاسة" توفيق المديني" صعود التيار البربري في الجزائر" 0يحىى ابو زكريا" "أبعاد العدوان الاميركي على السودان وأفغانستان" محمد رشاد الشريف.