سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إقبال لافت من وكالات السفر الأميركية على تنظيم رحلات سياحية . لبنان يتهيأ لموسمين حافلين خلال 1999 و2000 ويميل إلى إعلان العام المقبل عام السياحة الثقافية
قال لبنان إنه ينوي شن حملات إعلانية واسعة النطاق وفعاليات سياحية وثقافية متنوعة لحفز الزوار على التوجه اليه خلال العامين المقبلين ، وإن وكالات السياحة الأميركية عادت تبدي اهتماماً بارسال الوفود السياحية اليه وتنظيم رحلات جماعية على غرار ما كانت عليه الحال قبل أكثر من 20 عاماً. وذكر مدير عام وزارة السياحة السيد محمد الخطيب إن لبنان بدأ يستعيد مكانته السياحية السابقة، مشيداً بالخطوات الواسعة التي حققتها مسيرة التنمية الاقتصادية والعمرانية وتأثيرها الايجابي في صناعة السياحة والسفر. وقال في لقاء مع "الحياة"، على هامش فاعليات "معرض سوق السفر العالمية 98" الذي يختم أعماله في لندن اليوم، إن المشاركة في المعرض تحولت إلى أمر تقليدي وإنها تندرج في إطار إثبات حضور لبنان في عالم السياحة الدولية جنباً إلى جنب مع بقية الوجهات والمقاصد العريقة. وأشار إلى أن المشاركة حققت السنة الجارية نجاحاً فاق المعتاد نظراً إلى كثرة الاستفسارات والعقود التي تم الاتفاق بشأنها بين الشركات اللبنانية ووكالات السفر والسياحة من مختلف البلدان. وأضاف يقول عن نشاط الجناح اللبناني: "وكلاء السفر ابرموا اتفاقات جيدة وكثيرة، ونحن استقبلنا الكثيرين من المسؤولين السياحيين من العالم العربي وأوروبا وأميركا وكندا. وقمت شخصياً بالاتصال بجميع وزراء السياحة العرب ورؤساء الوفود العربية الموجودة وأجرينا اتصالات تنسيقية معهم بغرض التنسيق والاستعداد لعام 1999 الذي هو عام السياحة العربية في سورية ولبنان، وعام 2000 الذي هو عام السياحة الدينية المسيحية إلى الشرق الأوسط حسب قرارات مجلس وزراء السياحة العرب الذي عقد السنة الجارية في دمشق". وعن الاستعدادات التي تجري لمواكبة هذين الحدثين قال: "ننسق مع الأخوة السوريين لتنظيم حملة إعلامية وترويجية في المعارض والمنتديات الدولية. وبدأنا الاعداد لعام 2000 من خلال تهيئة المعالم التاريخية والآثارات التي تخص السياحة الدينية المسيحية في الشرق الأوسط، وهي تشمل في لبنان مسار السيد المسيح الذي يخص قانا الجليل التي يخبرنا الإنجيل إن السيد المسيح حضر فيها عرساً وقام فيها بمعجزته الأولى". وتابع يقول: "لدينا أيضاً مغارة سيدة منقرة في الجنوب وهي المغارة التي انتظرت فيها السيدة العذراء ابنها السيد المسيح ريثما يعود من إحدى زياراته التبشيرية. بالاضافة إلى ذلك لدينا مواقع مهمة في التاريخ المسيحي وبينها مجموعة كبيرة من الكنائس والأديرة، وأخص بالذكر وادي قاديشا الذي يحفل بالكثير من الكنائس والأديرة المحفورة في الصخر والتي استقبلت ولا تزال المسيحيين منذ مئات السنين. وهي حتى اليوم عامرة ومفتوحة للرهبان والراهبات والمؤمنين والزوار والمصلين". وتطرق إلى عودة لبنان بقوة إلى حلبة السياحة الدولية فأعاد الأمر إلى وجود عاملي الأمن والاستقرار. وقال: "هناك نقطة ملفتة للنظر تظهر مدى عودة الثقة بلبنان وتتمثل في اهتمام وكالات السفر والسياحة الأميركية باستئناف نشاطها وإرسال مسافريها إلى لبنان. والواقع أن الكثيرين من وكلاء السفر والسياحة الأميركيين والكنديين حضروا إلى الجناح اللبناني والتقوا نظراءهم اللبنانيين وعقدوا معنا اجتماعات وسألوني عن الوضع في لبنان وتأكدوا أنه سليم للغاية من الناحية الأمنية وأن البنية التحتية العامة والسياحية اكتمل انشاؤها. وذكّرناهم أن وزير التجارة الخارجية الأميركي وليام بيري أعلن لدى زيارته الشهر الجاري إلى لبنان رغبة الولاياتالمتحدة والمستثمرين الأميركيين في العودة إلى الاستثمار في لبنان وأن أميركا ستفتح المكتب رقم 75 للتجارة الخارجية في لبنان وهذا يعزز الثقة الأميركية بلبنان وبوضعه الأمني والسياحي". وأشار إلى أن الأرقام والاحصاءات تظهر بوضوح مدى اقبال الأميركيين على زيارة لبنان إذ ارتفع عددهم من 7،18 ألف في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي إلى 460،27 ألف سائح خلال الفترة نفسها من السنة الجارية. وقال إن نسبة الزيادة تبلغ 86،46 في المئة وهي أعلى نسبة زيادة مسجلة لأي مجموعات سياحية وافدة إلى لبنان. وتطرق إلى الحملات الترويجية والبرامج الجديدة التي تنوي وزارة السياحة الشروع بها فقال: "بدأنا السنة الجارية حملة ترويج تخص التزلج في فصل الشتاء . وأعددنا لهذا الغرض "جائزة الست الذهبية" وهي جائزة تمنح للفائز في مباريات تجري بين محطات التزلج الست في لبنان. كذلك سيستضيف لبنان خلال الموسم الشتوي أسبوعاً دولياً للتزلج يشارك فيه أبطال عالميون، وذلك للمرة الاولى منذ منتصف السبعينات. وسيكون فصل الشتاء حافلاً بنشاطات كثيرة في مجال التزلج بمختلف فئاته وألعابه". وذكر السيد الخطيب أن وزارة السياحة تفكر في جعل العام المقبل عام السياحة الثقافية إلى لبنان. وقال: "السنة الجارية كانت سنة المطبخ اللبناني وحققت نجاحاً كبيراً. والعام الماضي كان عام المهرجانات السياحية. ونعتقد بأن الثقافة يمكن أن تكون موضوعنا للسياحة العام المقبل". وتحدث عن تدريب المرشدين السياحيين والعمل على رفع مستواهم فأشار إلى أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً لهذه المسألة. وأفاد أن "دورة جديدة بدأت قبل عشرة أيام وهي تضم 70 مرشداً يتقنون مجموعة من اللغات غير متوافرة بكثرة في صفوف الأدلاء السياحيين العاملين في لبنان، أو هي موجودة في شكل قليل، وهي: الايطالية والالمانية والاسبانية والبرتغالية، مع العلم أن أعداداً كبيرة من الأدلاء الذين يجيدون الفرنسية والانكليزية متوافرون بكثرة في لبنان". وأضاف يقول: "نعمل على تنظيم مهنة الدليل السياحي في لبنان. ونظمنا لهذا الغرض دورة استمرت حتى مطلع الصيف الماضي لتأهيل الأدلاء السياحيين العاملين في هذا الحقل حالياً. وكانت الدورة تضم 90 دليلاً واستمرت ستة شهور نال المشاركون في ختامها شهادة دليل سياحي مؤهل. وهؤلاء الأدلاء هم الذين تنصح الوزارة السياح باللجوء إلى خدماتهم". وأشار إلى وفرة الأحداث السياحية والترويجية التي يقوم بها لبنان أو تلك التي يتولى تنظيمها وبينها مهرجان التسوق الذي ينظم في الفترة من 20 كانون الأول ديسمبر وحتى 20 شباط فبراير بالاضافة إلى أسابيع لبنانية كثيرة في الخارج بينها أسبوع لبناني يقام في دبي ابتداء من السبت المقبل وبعده أسبوع لبناني آخر في تونس يبدأ في 29 الشهر الجاري.