ترى "ليلى شقور" أن لبنان منذ سنوات لم ينعم بهذه الكمية من الثلوج، لذلك هي تشعر بالفرح لأن موسم التزلج سيطول، مشيرة إلى أن زحمة المتزلجين طبيعية، خصوصاً بالنسبة للإخوة العرب الذين يفضلون لبنان على الدول الأوروبية لممارسة التزلج. أما ليليان إسكندر فهي تنتظر الموسم من عام لآخر، وتجد في التزلج مناسبة للخروج مع الصديقات طلباً للراحة، بعيداً عن صخب العاصمة، ولتنشق الهواء الصافي والنظيف. الثلج هو رئة الحياة في لبنان. يكسو جباله، فتغدو قممها كالعروس المكللة بطرحتها البيضاء الناصعة، الثلج هذا العام أتى ب "طنة ورنة" كما يقول اللبنانيون، فتقدم على السنوات الماضية من حيث كثافة تساقطه. غطى لبنان كله، ووصل إلى المدن القريبة من الساحل، جاء معه الخير، فأدخل الفرح إلى قلوب اللبنانيين من جهة، وقلوب المتزلجين من العرب والأجانب الذين يمارسون هواية التزلج بمتعة فائقة. لا تبعد مراكز التزلج عن العاصمة بيروت إلا ساعة ونصف الساعة، أو ساعتين على الأكثر، وهي معروفة وذات سمعة مشهود لها في لبنان والوطن العربي، فمن لا يعرف فاريا وعيون السيمان، وفقرا، وكفرذبيان، والزعرور، والأرز... من بيروت إلى عيون السيمان مسافة قصيرة نسبياً. منذ ساحة فاريا وقبل الوصول إلى مركز التزلج تطالعنا المطاعم والفنادق والشاليهات ومحال السناك. منقوشة بالصعتر، أو الجبنة، وكوب من عصير البرتقال، أو الشاي، أو القهوة هي خير زاد للتزود بالطاقة، وجبة لذيذة قبل الانتقال إلى ممارسة رياضة التزلج، أو اللعب بالثلج لمن لا يتقن هذه الرياضة، أو لمن لا قدرة له على تحمل أعباء ممارستها المكلفة نسبياَ. الباحة المخصصة لركن السيارات تعج بوسائل النقل. من كل الأعمار حضروا. شبان وشابات وأطفال من مدارس ونواد مع مدربين ومدربات لتعلّم هذه الرياضة الشتائية. في المنطقة عدة مدارس تزلج مثل "Ecole De Ski" في عيون السيمان التي تضم نحو 40 مدرباً ومدربة يعطون دروساً فردية أو جماعية. تقول ريما مقدسي إحدى المدربات إن "الموسم هذا العام ممتاز، وقد استطعنا لغاية اليوم تدريب عدد هائل من الأطفال بسبب الإقبال على هذه الرياضة، والمدرسة تدرب أطفالاً من عمر ست سنوات لغاية 15 سنة، والدروس إما للمبتدئين المحتاجين للتعلم، وإما لمجموعات المدارس والنوادي". من استطاع للتزلج سبيلاً، حمل عدّته، أي تجهيزات التزلج، وتدثر بالألبسة الخاصة بالتزلج، ووضع نظاراته الشمسية اتقاء من أشعة الشمس القوية، وكذلك الكريمات الواقية للبشرة، استعداداً للوصول إلى حلبة التزلج. أما العائلات التي لا قدرة لها على تحمل مصاريف يوم تزلج على الثلج، فتزودت بعدة الطعام، وأحياناً النراجيل وجلست تستمتع بنهار طويل بين الأماكن التي غطتها الثلوج، فيما الأطفال يتقاذفون بكرات الثلج، ويصنعون "رجال ثلج" من ابتكاراتهم. قبل الوصول إلى مركز التزلج استطلعنا أسعار إيجار عدّة التزلج في العديد من المحال المنتشرة في المنطقة، فأفدنا أنها تبلغ 10 دولارات لليوم الواحد. الموسم هذا الشتاء كان ممتازاً كما يفيد مدير شركة سياحة وإشتاء المزار في كفرذبيان كريستيان رزق، مضيفاً أن آلاف الأشخاص من معظم الجنسيات الأوروبية قصدوا مركز التزلج، مشيرا إلى أن "اللافت هذا العام حضور الإخوة العرب، لا سيما الخليجيين منهم". وأضاف رزق أن الثلوج الكثيفة التي تساقطت، تبشر بأن موسم التزلج سيطول ربما إلى منتصف أبريل. وأفاد أن "أسعار بطاقات التزلج ليوم واحد ما زالت كما كانت السنة الماضية أي حوالي 35 دولارا أميركيا، أما أسعار الفنادق فلم تشهد ارتفاعاً في الأسعار، وفي كل الحالات تعتبر الأسعار في لبنان مقارنة مع أسعار كلفة التزلج في أوروبا، لا سيما سويسرا وإيطاليا وفرنسا، أقل بكثير ومقبولة جداً. وأشار إلى أن الأسعار في المؤسسات السياحية مراقبة من قبل وزارة السياحة. وهذه المؤسسات تتراوح بين فنادق فئة خمس نجوم وما دون، وشاليهات وشقق مفروشة لكافة الميزانيات. وعدّد رزق أنواع رياضات التزلج الممارسة في مراكز التزلج وهي "سكي دو"، ومشي على الثلج، وآليات تزلج مثل ATV ، و"ترينو" للأطفال" مضيفا أن محطة التزلج مزودة بإسعافات أولية، وسيارات إسعاف، ودفاع مدني تحسباً لكل طارئ، وكل متزلج يمارس التزلج على الحلبة تلقائياً خاضع لتأمين صحي.