فازت الكويت على الإمارات 4-1 في الجولة الخامسة والأخيرة من دورة كأس الخليج الرابعة عشرة لكرة القدم، فاحتفظت باللقب ورفعت عدد مرات الفوز بالكأس إلى تسع مرات منذ العام 1970. وكان لا بد للكويت من الفوز حتى لا تتجه الكأس إلى الرياض، وهذا ما فعلته وعن جدارة، فرفعت رصيدها النهائي إلى 12 نقطة مقابل 11 للسعودية و7 للإمارات. وبات الكويتي أول منتخب يخسر مباراة الافتتاح ثم يفوز باللقب... وسجل بدر صبحي ركلة جزاء وعصام سكين وجاسم الهويدي 2 أهداف الكويت، وحسن سعيد هدف الإمارات، وتوج الهويدي هدافاً برصيد 9 أهداف. البداية إماراتية... حسن سهيل قطع الكرة في منتصف الملعب، ثم مررها إلى عادل مطر الذي راوغ وسدد فوق العارصة بعد 4 دقائق، ورد عليه بدر حجي بكرة مماثلة في الدقيقة الخامسة. وأحسن الإماراتيون الانتشار بقيادة محمد علي "كوجاك"، فامتلكوا وسط الملعب وكانوا الأكثر استحواذاً على الكرة في ربع الساعة الأول، وحصلوا على أكثر من ركلة حرة خارج منطقة الجزاء "الزرقاء" فأهدرت، وعرقل فواز بخيت الظهير الإماراتي الأيمن المهاجم كاظم علي فحصل على انذار في الدقيقة 17. وفجأة، من دون سابق انذار، يمرر جاسم الهويدي كرة رأسية إلى الخلف، فيحاول الظهير الحر عبدالرحمن إبراهيم إبعادها، فلم يلمسها، لتصل إلى بشاردو المنفرد الذي سددها بدقة، فانقذها الحارس محسن مصبح باقتدار. ... وهل تسلم الجرة؟ لكن الجرة لا تسلم في كل مرة... ووصول الكرة إلى داخل منطقة الجزاء الإماراتية كان يسبب نوعاً من الارتباك لا مبرر له. وفي الدقيقة 21، مرر بشاردو من عبدالرحمن إبراهيم وعرقله إسماعيل راشد، وكانت ركلة جزاء صحيحة تصدى لها بدر حجي بنجاح مسجلاً الهدف الكويتي الأول. وتنفس الكويتيون الصعداء قليلاً مع الهدف، ثم تنفسوا طويلاً عندما أقدم الحكم الفرنسي مارك باتا على طرد لاعب الوسط الإماراتي عادل مطر لمخاشنته المدافع محمد البنيان في الدقيقة 23. وراح الجمهور الكويتي، الذي ناهز عدده الثلاثة آلاف متفرج، يهلل مبكراً... وبقي الجمهور الإماراتي، على قلته، يدق الطبول، لعل وعسى! وصارت السيطرة الزرقاء واضحة مع "شطحة" حلوة من أحد نجوم الدورة كاظم علي الذي شق طريقه في الجهة اليمنى متخطياً منافسه أحمد المطيري، ثم رفع وهو يجري بسرعة صاروخية داخل منطقة الجزاء الكويتية، فلم تجد أحداً من "البيض" ليتابعها. ... يا حلاوة! وقد تغنى الكثيرون بحلاوة العروض الزرقاء في الدورة الحالية وفاعليتها، وقد تكون آية هذه الفاعلية الهدف الثاني الذي جاء في الدقيقة 38: كرة طويلة وصلت إلى بشار في مركز الجناح الأيسر، فحولها الهويدي برأسه وأعادها مباشرة إلى الخلف، فقابلها عصام سكين المندفع وأودعها بكل ثقة داخل الشباك الإماراتية، وهو أحلى هدف في الدورة بكل تأكيد. وانعدمت الاثارة، لأن الكفة الكويتية صارت راجحة كلياً... ومع ذلك كان بمقدور كاظم علي ان يقلص الفارق، بيد أنه سدد الكرة العالية التي وصلته من الجهة اليمنى فوق العارضة مباشرة، وبالرأس برغم قصر قامته. هدوء أزرق وهدف أبيض ومرت عشر دقائق هادئة في الشوط الثاني، تخللتها ركنية للإمارات... وقد تقدم كاظم علي إلى مركز قلب الهجوم مع تراجع حسن سعيد إلى الوسط. وفي الدقيقة 55، احتسبت ركنية ثانية للإمارات، نفذها محمد علي وأودع حسن سعيد منها الكرة داخل الشباك الزرقاء برأسه. وكان لا بد للكويتي ان يتخلى عن هدوئه، فتحرك من جديد، وسدد الهويدي كرة طائرة من خارج المنطقة مباشرة، لكن باتجاه الحارس مصبح مباشرة 58. الثامن للهويدي وتساءل البعض: هل يفعلها الأبيض ويتعادل بعشرة أفراد؟ وجاء رد الأزرق سريعاً، في الدقيقة 68 تحديداً، عندما مرر بدر صبحي، هذا الفنان الشبيه بالنملة في حجمه ونشاطه، الكرة إلى الهويدي، فأعادها له، ومررها بدر مجدداً إلى زميله العملاق الذي سدد صاروخاً من حدود منطقة الجزاء، مسجلاً هدفه الثامن في الدورة. ... والتاسع ولم يعد أحد قادراً على ايقاف الأزرق، الذي سجل له الهويدي الهدف الرابع من تمريرة رائعة و"مقشرة" لبشاردو في الدقيقة 70... ورفع الهويدي غلته إلى 9 أهداف بفارق هدف واحد عن الرقم القياسي المسجل باسم العراقي حسين سعيد دورة بغداد العام 1979. وبعد الهدف، ارتكب بشاردو خطأ ضد حسن سعيد داخل المنطقة، لكن محمد علي لم ينجح في ركلة الجزاء لأن الحارس الشاب أحمد جاسم ردها بسهولة، على غرار ما فعل أمام البحريني فياض محمود. وخرج بشاردو ثم الهويدي بعدما أديا قسطهما للعلى... أما عن احتفالات الأزرق فحدث ولا حرج.