يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الثلثاء رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الذي اجتمع أمس مع نظيره المصري الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية عمرو موسى والأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد. وتتناول محادثات مبارك والحريري الوضع في الشرق الأوسط خصوصاً على المسار الفلسطيني عقب إتفاق "واي" والتوضيحات التي قدّمها الرئيس ياسر عرفات عنه إلى مبارك. ولفت الحريري، بعد لقائه الجنزوري في حضور وزيري الإعلام اللبناني والمصري باسم السبع وصفوت الشريف، إلى الروابط القوية بين البلدين. ودعا القطاع الخاص فيهما إلى "تسريع التعاون في كل المجالات". وكان عبدالمجيد وموسى زارا الحريري أمس في مقر إقامته في فندق "شيراتون"، وقوّموا عملية السلام في ضوء عدم التزام إسرائيل أسسها وتلكؤها في تنفيذ الإتفاق مع الفلسطينيين. وكان الحريري أدار لقاءً فكرياً مساء أول من أمس مع طلبة الجامعات المصرية في كلية الحقوق في جامعة القاهرة تحفّظ فيه عن طريقة التفاوض على المسار الفلسطيني، وانتقد في شدّة قانون الإضطهاد الديني الذي أقرّه الكونغرس الأميركي أخيراً، وشدّد على ترابط المسارين السوري واللبناني، وعرض توقيع إتفاق سلام مع إسرائيل بعد إنسحابها من الجولان والجنوب اللبناني وخلال ثلاثة أشهر. وامتنع عن التعقيب على إتفاق "واي" باعتباره شأناً فلسطينياً، ورفض أن يكون لبنان وسيلة لأمن الإسرائيليين، مؤكداً أن التعامل مع أعضاء "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائيل، سيكون من خلال البحث في كل حال على حدة. لكنه لفت إلى أهمية الدور الأميركي في عملية السلام، متوقعاً دوراً أكبر. واعترض على قتل المدنيين، مشدداً على حق المقاومة، ومحمّلاً إسرائيل مسؤولية لجوء الفلسطينيين إلى العنف. ودعا القيادتين العراقية والليبية إلى إتخاذ الوسائل الكفيلة بتخفيف المعاناة عن شعبيهما والتزام قرارات مجلس الأمن الدولي. ولاحظ النائب السابق ألبير مخيبر تناقضاً في موقفين للحريري في فرنسا ومصر، إذ عارض إتفاق "واي" واعتبر "أن العرب كانوا سبّاقين إلى تبنّي السلام خياراً استراتيجياً". ورأى أن إتفاق "واي" سيكون "السبيل الوحيد لبلوغ حلول تنشرالسلام".