نيقوسيا - أ ف ب - شيّع القبارصة الأتراك أمس، زعيمهم التاريخي رؤوف دنكطاش الذي توفي الجمعة الماضي عن 87 سنة، في جنازة رسمية حضرها قادة أتراك عسكريين ومدنيين، وعلى رأسهم الرئيس عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو ووزراء آخرين، ومجمل قادة المعارضة. وكذلك قائد أركان الجيوش التركية الجنرال نجدت أوزيل برفقة أكبر مساعديه. وتجمع آلاف من الأشخاص أمام القصر الرئاسي لجمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها إلا تركيا، في القسم الشمالي من نيقوسيا، وتابعوا مراسم نقل الجثمان المغطى بالعلمين التركي والقبرصي - التركي يرافقه موكب ضم أفراد عائلته على مدفع وصولاً إلى جامع المدينة، حيث أقيمت صلاة الغائب. وسالت دموع بعض الناس المصطفين على طريق الجنازة، بينما صفق آخرون لدى مرور الجثمان، وقال رجل أربعيني: «إنني حزين، لقد ترك لنا جمهورية، وسندافع عنها حتى النهاية». وكان بين الحضور الزعيم القبرصي التركي السابق محمد علي طلعت و «رئيس جمهورية شمال قبرص التركية» الحالي درويش أروغلو. ودفن دنكطاش في حديقة الجمهورية قرب النصب التذكاري لمنظمة المقاومة التركية، حركة المقاومة القبرصية التركية سابقاً، علماً أن دنكطاش الملقب باسم «توروس» أسس مع رفاقه عام 1958 منظمة المقاومة التركية التي مولتها تركيا لمواجهة القوميين القبارصة اليونانيين القوميين الذين أرادوا ضم قبرص إلى اليونان. ولا تزال تركيا تنشر حوالى 30 ألف جندي في جمهورية شمال قبرص منذ أن اجتاحت قواتها شمال الجزيرة عام 1974، رداً على انقلاب دبره قوميون قبارصة يونانيون. وانسحب دنكطاش، الرئيس السابق لجمهورية شمال قبرص التركية، من الحياة السياسية عام 2005، بعدما رفض القبارصة الأتراك سياسته المتصلبة إزاء القبارصة اليونانيين، وصوتوا في استفتاء أجري عام 2004 لمصلحة خطة اقترحتها الأممالمتحدة لتوحيد قبرص. لكن عملية السلام فشلت بسبب رفض القبارصة اليونانيين الخطة، وانضمت الجزيرة مقسمة إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. ولا تزال عملية السلام التي أعيد تحريكها عام 2008 متعثرة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زعماء القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك إلى محادثات في نيويورك الأسبوع المقبل. وفي أيار (مايو) الماضي، تعرض رؤوف دنكطاش لجلطة دماغية تركته مشلولاً جزئياً.