نفى الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس احتمال ترشيحه لولاية ثالثة، واعتبر رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف ما ذكر عن ترشيحه "كلاماً فارغاً"، وأكد ان حكومته مشغولة بمعالجة الأزمة ووجه انتقادات حادة لسياسة الاصلاحات. وبعد اعتكاف دام بضعة أيام بسبب المرض عاد يلتسن الى الكرملين وعقد لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين وقال للصحافيين "كم مرة قلت لكم لن أرشح نفسي عام 2000 فلماذا تعذبونني بالأسئلة" وانتقد البرلمان لأنه طرح على المحكمة الدستورية استفساراً في شأن مشروعية ترشيح يلتسن لولاية ثالثة مشيراً الى أن قرار المحكمة لم تعد له قيمة فعلية. ونفى بريماكوف من جانبه نيته القفز الى الرئاسة الأولى، وقال انه لو كان "يفكر فيها لما قبل رئاسة الوزراء" واعتبر ما ذكر عن نواياه "مجرد كلام فارغ لا علاقة له بالحقيقة". واعترف رئيس الحكومة بأن روسيا "تمر بأصعب مرحلة في تاريخها" وأكد ان الوزارة انجزت خطة لتجاوز الأزمة ستعلن قريباً، وأهم بنودها تسديد المرتبات المتراكمة قبل انقضاء العام الحالي وتحقيق الاستقرار في النظام المصرفي. وأكد ان الحكومة "تعمل ببطء الواثق من نفسه" وقال انها لن تلجأ الى الخداع والتضليل بل ستصارح الشعب بواقع الحال. وفي خطاب أمام مؤتمر اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال انتقد بريماكوف تجربة الاصلاحات، وذكر ان النظرية القائلة بأن "السوق تحل كل المشاكل لم تثبت جدارتها". وأضاف ان الدولة ملزمة بالتدخل لتنظيم الاقتصاد لحين قيام علاقات سوق حقيقية. وأشار الى أن الخصخصة جرت لمصلحة "حفنة أفراد" فيما كان ينبغي أن يكون هدفها تنمية الانتاج وتوفير فرص العمل. ووعد بريماكوف بخفض الضرائب ودعم المنتج المحلي وتسديد المرتبات المستحقة. ولم يستبعد احتمال طبع "كمية ضئيلة" من الأوراق المالية لمعالجة الوضع المتأزم، لكنه قال ان الروبلات ستكون مغطاة باحتياطي الذهب والعملة الصعبة. ومن جانبه أشار نائب رئيس الوزراء غينادي كوليك الى ان روسيا "لن تواجه جوعاً" لكنه قال ان شحة الأموال سترغمها على تقليص استيراد اللحوم وسائر المواد الغالية الثمن وتغيير "هيكلية الاستهلاك الغذائي" لوجهة شراء المواد الأرخص ثمناً