قالت مصادر اقتصادية مغربية ان شركات محلية ستطلب من الحكومة العراقية سداد مستحقات سلع يعود تاريخها الى ما قبل غزو الكويت كانت الشركات صدرتها لحساب مؤسسات عراقية. وتقدر قيمة المتأخرات بنحو 30 مليون دولار. وأشارت المصادر الى ان الشركات المعنية وعددها 33 مؤسسة صغرى ومتوسطة ستقدم طلباً الى اللجنة المغربية - العراقية المختلطة التي تجتمع الاسبوع المقبل على هامش المعرض الدولي في بغداد وستحاول استعادة قيمة سلع نسيجية وملابس لم يتم استردادها لكونها لم تتم ضمن شروط ضمان الشركة المغربية لضمان الصادرات سماكس. وكانت الشركات التي فقدت اسواقها في العراق عقب غزو الكويت حصلت على تعويضات اما عبر الحكومة المغربية أو من خلال شركات تأمين الصادرات. وتجنب المغرب تسجيل شركاته في سجلات الأممالمتحدة الخاصة بضحايا الغزو تضامناً مع شعب العراق. وكان العراق قبل الغزو يستوعب جزءاً كبيراً من صادرات المغرب من النسيج والملابس الجاهزة والأحذية والجلد كان بعضها للقوات العراقية، وفي المقابل كان يستورد نصف حاجياته من النفط عبر صيغة "مبادلة النفط بالسلع" وهي صيغة تجارية تعود الى نهاية الثمانينات وظهور صعوبات لدى العراق في تمويل تجارته الخارجية. واستأنف المغرب وارداته من النفط العراقي بعد اتفاق الأممالمتحدة على صيغة النفط مقابل الغذاء واستوردت شركات النفط المحلية العام الماضي نحو 700 ألف طن من النفط العراقي 12 في المئة من الحاجيات. في حين حافظ المغرب على صادراته من المواد الصيدلية والطبية الى العراق. وتولت مؤسسات تضامن سداد قيمة جزء من تلك المواد الموجهة الى المستشفيات العراقية التي قدرت قيمتها السنوية بنحو 15 مليون دولار. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها الاعلان عن التئام اللجنة المغربية - العراقية منذ عشرة أعوام حيث يعود تاريخ آخر اجتماع الى شباط فبراير 1988. ولم يتم الكشف عن اسم رئيس الوفد المغربي في اللجنة او عن اعضائها وان كانت جهات تعتقد ان الحكومة الاشتراكية الحالية برئاسة عبدالرحمن اليوسفي كانت أبدت تعاطفاً مع العراق عندما كانت في المعارضة، ما يفسر سعيها الى احياء عمل اللجنة المشتركة ضمن خطة تفعيل اللجان العربية والتمهيد مستقبلاً لمنطقة تجارية حرة على غرار ما تم توقيعه مع مصر وتونس والأردن وليبيا. وتبحث الشركات المغربية في امكانات استعادة جزء من أسواقها في العراق بعد رفع الحصار المفروض منذ غزو دولة الكويت في صيف 1990 وهو ما يفسر اشراك عدد منها في معرض بغداد الدولي المتوقع ان يفتتح غداً.