اتهم مدعون بريطانيون، أمس، ثلاثة مهاجرين غير شرعيين بأنهم استخدموا علب طعام للاطفال لتهريب مواد كيماوية خطيرة ومتفجرات وادبيات لتعليم صناعة القنابل، من بريطانيا الى الجزائر يستخدمها ارهابيون. وكان الثلاثة، وهم جزائريون، اوقفوا في عملية مشتركة للشرطة اسكوتلنديارد وأجهزة الاستخبارات العام الماضي. وقال نايجل سويني، ممثل الادعاء أمام محكمة اولد بايلي في لندن، ان الثلاثة اشتروا المواد المرسلة الى "ارهابيين" ببطاقات ائتمان مزورة، وانهم ارسلوا - قبل اعتقالهم - "ما لا يقل" عن ست دفعات من هذه المواد الى رفاقهم في الجزائر. وأضاف ان المواد تتضمن جهازاً لكشف عمليات التنصت، واجهزة اتصال، ومسدساً صوتياً يُحدث صوتاً يشل الضحية، ومواد كيماوية تدخل في إطار صنع المتفجرات أو تسميم المواطنين، وأجهزة تجسس متنقلة، وكتيبات عن صنع المتفجرات وحرب العصابات. وحضر المحكمة وجاهياً امس المتهمون سفيان كبيلين، فريد بوكميش وسفيان سويدي. وينفي الثلاثة اقتناءهم مواد لاغراض ارهابية مشتبه بها. واعتُقل كبيلين في بداية الثلاثينات من العمر وبوكميش في اواخر العشرينات في منطقة بكهام. أما سويدي، من منطقة بيرموندسي، فكان نجح في الهرب من الشرطة حتى تموز يوليو العام الماضي. وقال الادعاء ان الثلاثة موجودون في بريطانيا في شكل غير شرعي بعدما انتهت تأشيراتهم. وبدأت أجهزة الاستخبارات مراقبة هذه المجموعة في كانون الاول ديسمبر 1996. وخلال عملية المراقبة، صوّر عملاء الاستخبارات البريطانية الثلاثة بكاميرات فيديو، كما تم رصد حركة تنقلهم. وأمضت اجهزة الأمن نحو 66 يوماً في مراقبة الثلاثة. بعد ذلك، سلّمت الاستخبارات معلوماتها الى الشرطة التي قامت بعملية دهم واسعة على اماكن مشتبه بها في 17 ايار مايو 1997. وقال المدعي البريطاني ان الثلاثة ينتمون الى منظمة ارهابية تُعرف باسم "الجماعة الاسلامية المسلحة". وأضاف: "لقد حصلوا على المواد بهدف تهريبها الى الجزائر لتستخدمها الجماعة الاسلامية المسلحة في عمليات ارهابية". واستمعت المحكمة التي تنظر في القضايا الأمنية الأكثر خطورة في بريطانيا، الى الادعاء يقول ان الثلاثة استخدموا عُلب طعام فارغة للاطفال، واجهزة ستيريو مُسجلات، وأقلام حبر لاخفاء المواد الكيماوية الخطرة والسموم التي هرّبوها الى الجزائر. وقال الادعاء ان اجهزة الاستخبارات اعترضت واحدة من شحنات المواد الكيماوية التي اشتراها الثلاثة، واستبدلت المواد الكيماوية فيها بمواد غير سامة. وأضاف ان ثلاثة عناوين للمتهمين في بكهام وولورث وبيرموندسي جنوب شرقي لندن حوت "ادلة دامغة" ضدهم. وأشار الى ان المحققين عثروا على هويات مزورة، ومعلومات عن المتفجرات في جهاز كومبيوتر، وعُلب طعام للأطفال جرى تعديل هيكلها لاخفاء المواد الكيماوية، وكتيبات عن اجهزة الاتصال اللاسلكية وتفجير القنابل لاسلكياً عن بُعد، وجهاز رصد الموجات التي تستخدمها الشرطة. كذلك عُثر على رسائل تتعلق ب "الجماعة المسلحة" وعُلب طعام الأطفال التي وضعت الاستخبارات فيها مواد غير سامة محل المواد الكيماوية. وقال الادعاء ان بصمات المتهمين وُجدت على كثير من الادلة المصادرة في العناوين الثلاثة. وقال الادعاء انه عُثر لدى المتهمين على كميات كبيرة من المال بينها 20 الف جنيه استرليني نقداً، و13 الف فرنك فرنسي، وماركات المانية، إضافة الى بطاقات ائتمان مزورة استُخدمت في شراء المواد لپ"الارهابيين". ويُزعم ان كبيلين أقر بتورطه خلال تحقيق الشرطة معه، وبأنه عضو في "الجماعة الاسلامية المسلحة". وقال المدعي "انه وافق على ان المواد المصادرة كانت لاستخدام الجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر في عمليات عنف سياسي". أما بوكميش فيُزعم انه اعترف بانه كان عضواً في "الجماعة المسلحة" في "شكل غير رسمي"، في حين ينفي سويدي تورطه في المؤامرة المزعومة "على رغم الكمية الهائلة من الادلة الدامغة ضده"، بحسب ما قال ممثل الادعاء سويني.