يختلف العاملون في مجال خدمات المعلومات في تقويم مصادر المعلومات الصحافية المتوافرة إلكترونياً على أقراص مدمجة في مراحل الإنتاج والإقتناء والإستخدام فبعضهم يرى أن المهم في هذه المصادر هو الصحيفة نفسها بغض النظر عن نظام البحث الموجود داخل القرص والذي يساعد على إسترجاع النصوص، ويبررون ذلك بأن المهتم بمصدر معين من المعلومات سيستخدمه بالشكل المتوافر فيه ولن يلتفت الى كونه إلكترونياً على قرص مدمج أو مطبوعاً على ورق ولا الى تقنية البحث المستخدمة في الحالة الأولى وطريقة التصنيف والترتيب في الحالة الثانية. والبعض الآخر يعتقد العكس تماماً ويرى أن نظام البحث هو الأهم بكل المعايير ومن دونه يفشل المستخدم في إسترجاع ما يريد من نصوص في الوقت المحدد، وأن ما يسترجعه المستخدم من معلومات سيكون غير دقيق ولا يضاهي ما هو مطلوب من حقائق وأرقام، خصوصاً أن النصوص الصحافية يكثر فيها الإستعمال غير الدقيق والمتعدد الأشكال للمصطلحات والأسماء. على المستوى العربي، تفيد الكتابات حول هذا الموضوع والإتصالات مع المشرفين على إنتاج أقراص مدمجة إلكترونية لعدد من الصحف العربية أن هذا الإختلاف في وجهات النظر ينطبق على التجربة العربية في هذا المجال، مع التأكيد أن التجربة العربية ما زالت أقرب الى البدائية وأن الأقراص المدمجة للنصوص الصحافية العربية المتوافرة حالياً تعاني قصوراً على مستوى تجهيز النصوص وعلى مستوى أداء نظم البحث والإسترجاع المستخدمة. ان الإختلاف في وجهات النظر والقصور العربي في الإنتاج الإلكتروني للنصوص الصحافية على أقراص مدمجة سيُعمل في مشروع صحيفة "الحياة" الحالي لإصدار "أرشيف الحياة الإلكتروني"المتوافق مع نظام ويندوز العربي على تجاوزهما. والمشرفون على البرنامج يعتبرون أن الإختلاف الحاصل في وجهات النظر لم يعد مبرراً مع خطوات التطوير الجبارة التي حققها بعض شركات تطوير برامج الخزن والإسترجاع العربية أخيراً وبعد التجربة التي خاضتها الصحيفة في مجال إنتاج مصادر المعلومات الصحافية الإلكترونية، إذ أصدرت بدءاً من العام 1995 أول قرص مدمج لصحيفة عربية متوافق فقط مع نظام ماكنتوش وأطلقت عليه إسم "أرشيف الحياة الإلكتروني". مشروع جديد بدأت "الحياة" مشروعها الجديد لتدشن مرحلة الإنتاج الثانية للنصوص الصحافية العربية على أقراص مدمجة. وهي تأخذ في الإعتبار حق المستخدم العربي في الحصول على أرشيف إلكتروني متكامل لصحيفة يومية لجهة تجهيز النصوص وتصنيفها ولجهة أداء نظام البحث والإسترجاع ، والإعتماد على تقنية حديثة متطورة تتوافر فيها شروط الدخول في تكنولوجيا المعلومات العصرية. وتماشياً مع المتطلبات المذكورة تم الإعتماد على تقنية "رابيد سي دي" Rapid CD لتطوير نظام خزن وإسترجاع متكيف مع تطورات المعلومات والإتصالات الحديثة ومع خصائص البحث والإسترجاع في اللغة العربية. هذه التقنية تستخدم لغة جافا مع التطبيقات العربية، وهي تطوير جديد في عالم الكومبيوتر لا يتأثر بفيروسات الكومبيوتر المنتشرة ويمكن تحميله على أكثر من نوع من أنظمة التشغيل المستخدمة. وكذلك تمكن المستخدم من الربط المباشر من خلال القرص المدمج بالموقع الخاص لصحيفة "الحياة" على الإنترنت، وهو سهل الإستعمال ويتيح للمستخدم حفظ وطباعة النصوص المسترجعة ويأخذ في الإعتبار عند الإسترجاع بعضاً من مشاكل اللغة العربية المكتوبة التي تؤثر في نتيجة البحث كالإستعمال المتعدد لحرف الألف بمختلف أشكاله ا، أ، إ وحرفي التاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة إضافة الى تسهيلات الإسترجاع مع وبدون سوابق ولواحق الكلمات. نظام البحث والإسترجاع المعتمد صممته كاملاً شركة "نولدج فيو" Knowledge view، وهي تعنى بالنشر الالكتروني وتوفر نظام نشر إلكتروني متكاملاً للصحف العربية بما فيه الأرشفة الآلية والنشر المباشر على الإنترنت. لمزيد من المعلومات حول هذه التقنية يمكن زيارة موقع الشركة المطورة على الإنترنت على العنوان الآتي : WWW.knowledgeview .com إسترجاع النصوص بصيغة "أتش تي إم إل" وفي ما يخص البحث عن المعلومات والنصوص يتيح الإعتماد على هذه التقنية للمستخدم إسترجاع النصوص بصيغة "أتش تي إم إل" HTML بواسطة أي كلمة أو كلمات أو مصطلح مركب في كامل النص، أي كلمة أو كلمات في العنوان، الإسم الأول أو الإسم الكامل للكاتب، تاريخ النشر الميلادي، تاريخ النشر الهجري، بين تاريخين معينين، رقم العدد ورقم الصفحة. إضافة إلى ذلك توفر هذه التقنية إستخدام أدوات الربط البوليانية مع، ليس، أو في الحقل الواحد وبين الحقول كافة، وهي أدوات تساعد في تحديد موضوع البحث. وسيتوافر في النظام مكنز خاص بالبلدان وآخر بالمواضيع إضافة الى تصنيف خاص للمواد المنشورة في "الحياة" حسب صفحات النشر. من المتوقع ان يصدر"أرشيف الحياة الإلكتروني المتوافق مع ويندوز العربي" في بداية العام المقبل متضمناً الأعوام 1994، 1995، 1996، 1997 و1998. إن توفير نصوص صحيفة "الحياة" مع إستعمال تقنية "رابيد سي دي" في البحث والإسترجاع سيقدم للمستفيد الذي يستخدم نظام ويندوز العربي أرشيفاً إلكترونياً عصرياً يتمتع بالمزايا نفسها التي تتمتع بها الإصدارات الإلكترونية المتطورة في المجال الصحافي العالمي، وسيحسم الجدل القائم داخل المؤسسات الصحافية العربية ويدفعهم الى تبني تقنيات الخزن والإسترجاع الحديثة القابلة للتطوير ومواكبة التقدم المذهل الذي يكبر يوماً بعد يوم في مجال تكنولوجيا المعلومات. نولدج فيو موجودة في جيتكس في القاعة 6 جناح W-2