بعد نحو 48 ساعة على اغتيال شرطيي سير في مدينة صيدا الجنوبية، سجل صباح امس خرق امني جديد في المدينة تمثل بانفجار استهدف سيارة مسؤول في "حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين" ما ادى الى اصابته وزوجته وطفلهما ومواطن بجروح متوسطة. ومدينة صيدا التي تشهد تدابير امنية مشددة عقب عملية اغتيال الشرطيين، هزّها في التاسعة صباحاً دوي انفجار عبوة، قدّر زنتها الخبير العسكري بكيلوغرام واحد من المتفجرات، كانت موضوعة في اسفل سيارة المسؤول في "حركة الجهاد الاسلامي" محمود محمد المجذوب لبناني وأدى انفجارها الى انشطار السيارة الى نصفين واحتراقها. وكان المجذوب بحسب رواية امنية لم تتأكد استفاق ليلاً على صوت انذار صادر عن سيارته وهي من نوع "فولفو" كانت متوقفة قرب منزله في محلة البولفار الشرقي في مكان محاذٍ للمطبعة العصرية وعندما خرج لتفقد السيارة اختفى الصوت، وصباحاً وحين همّ وزوجته نهى الرواس وطفلهما حسين 7 اشهر ركوب السيارة، شعر المجذوب بصعوبة في تحريك المقود وبسقوط شيء من السيارة فأمر زوجته مع طفلها بالخروج فوراً من السيارة التي انفجرت وأصابتهم شظاياها بجروح كما اصابت عاملاً في المطبعة حسان مكي كان بالقرب من مكان الحادث، وتم نقل الجرحى الى المستشفى فيما ضربت القوى الامنية طوقاً حول المكان حيث سجلت اضرار مادية في عدد من السيارات وفي الابنية. وحضر الى المكان مفوض الحكومة المعاون القاضي خالد حمود يرافقه محافظ الجنوب فيصل الصايغ وعاينا مكان الانفجار ثم توجها الى المستشفى واستمعا الى افادات الجرحى. ولاحقاً داهمت القوى الامنية منزل المجذوب وصادرت منه اسلحة وذخائر. وسرت على اثر الانفجار اشاعة عن حصول تبادل لإطلاق الرصاص، وتبين ان شيئاً لم يسجل في هذا الخصوص انما وجدت اثار رصاصة تعود الى وقت سابق. وتلا هذه الاشاعة تسجيل حادث آخر تمثل بمحاولة شابين يستقلان دراجة المرور عكس السير في شارع رياض الصلح فطلب شرطي السير منهما التوقف فترجل احدهما واتجه نحو الشرطي فيما حاول سائق الدراجة الفرار فاحتجز الشرطي الراكب وعاد سائق السيارة وسلّم نفسه بعد نصف ساعة. وتبين ان الموقوفين ينتميان الى "حركة الجهاد الاسلامي" وهما اللبناني جاسم المصري والفلسطيني أحمد سعد الدين ولا يزال التحقيق جارياً معهما وكانا متجهين الى مكان الانفجار. وابتداء من العاشرة كثفت الاجهزة الامنية اجراءاتها في المدينة. وظهراً انعقد مجلس الامن الفرعي في الجنوب برئاسة المحافظ الصايغ في السراي الحكومية في صيدا لمتابعة المستجدات الامنية التي شهدتها المدينة. وتحدث عقب الاجتماع القاضي حمود فأشار الى ان "تدابير امنية مناسبة اتخذت خلال الاجتماع لمنع تكرار مثل هذه الحوادث"، موضحاً ان التحقيقات لا تزال جارية. وقال "اصبحت لدينا بعض الخيوط الواضحة والمكشوفة". وطمأن المواطنين الى ان "لا شيء يرعب الدولة". وأصدر وزير الدفاع محسن دلول قراراً اوقف بموجبه مفعول رخص حمل الاسلحة في مدينة صيدا اعتباراً من بعد ظهر امس وحتى اشعار آخر. واتهم ممثل "الجهاد الاسلامي في لبنان" أبو عماد الاستخبارات الاسرائيلية بمحاولة اغتيال احد مسؤولي الحركة في صيدا، في حين ادانت "حركة التوحيد الاسلامي" الانفجار ووصفته أنه "عمل اسرائيلي وهو نتيجة طبيعية لاتفاق عرفات - كلينتون - نتانياهو".