أعلن المكتب التنفيذي لحركة مجتمع السلم حماس مساء أول من أمس ان الحركة "غير مستعدة لتزكية أي مسعى انتخابي لا يضمن التداول على السلطة". وطالب المكتب رئيس الحركة الشيخ محفوظ نحناح بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ودعا قواعد الحركة الى تكثيف الاتصال وتشكيل خلايا تمهيداً للعملية الانتخابية، والاستعداد لكل المستجدات. ووجه دعوة الى مجلس الشورى الوطني للانعقاد للبت النهائي في الموضوع. ورأى مراقبون ان دعوة المكتب رئيس الحركة الى الترشح لانتخابات الرئاسة يأتي رداً على ما يروّج عن دعم "حماس" لأحد "المرشحين الأحرار" المستقلين، ويأتي قبل أيام من اجتماع مجلس الشورى لحركة "النهضة" المنافس التقليدي ل "حماس". وقالت مصادر قريبة من المكتب الوطني لحركة النهضة انه يُفضل أن يترشح زعيم الحركة الشيخ عبدالله جاب الله "حراً" على أن تدعمه الحركة. وبذلك يتجنّب جاب الله إحراج منافسيه في النهضة وعلى رأسهم السيد الحبيب آدي، الذين لا يرغبون في ترشح زعيم الحركة للرئاسة. لكن قواعد الحركة تبدو راغبة في أن يكون مرشحها هو جاب الله الذي يقال انه بدأ فعلاً حملته في ولاية عنابة وانتقل بعدها الى سكيكدةمسقط رأسه. ويعتقد مناصرون للشيخ جاب الله ان ترشحه للرئاسة في مواجهة الشيخ محفوظ نحناح يسمح بمعرفة مدى التأييد الشعبي لكل منهما. وإذا كان حزبا نحناح وجاب الله يتنافسان على "أصوات التيار الاسلامي" التي لا يبدو أنها تتجاوز 30 في المئة، فإن أصوات مناصري الجبهة الاسلامية للانقاذ لن تذهب - في الغالب - الى أي منهما ذلك ان "الرجل الثالث" في هذه الجبهة الشيخ عبدالقادر حشاني الذي وقع أول من أمس بياناً مع السادة أحمد بن بلة، وعبدالحميد مهري وعبدالعزيز بلخادم، وعلي يحيى عبدالنور، يسعى الى أن تصب أصوات مناصري "الانقاذ" في مصلحة مرشح لجنة "الحوار والمصالحة الوطنية" التي دعت في بيانها الى "مؤتمر شعبي للسلم والمصالحة الوطنية يضم كل القوى والشخصيات المؤمنة بضرورة ان يسبق الانتخابات الرئاسية حل سياسي شامل للأزمة". اضراب الصحف ولوحظ أمس ان الصحف السبع المضربة التي دعت الى "يوم بلا صحافة" لم تجد تجاوباً في الوسط الإعلامي إذ صدرت أمس خمس صحف مستقلة لكنها وجدت استجابة لدى الأحزاب السياسية. فقد قامت شخصيات حزبية عدة بزيارات الى مقر دار الصحافة الطاهر جاودت. ويفسر مراقبون عدم استجابة بقية الصحف المستقلة نداء الصحافة المحتجبة تضامناً مع صحيفتي "الوطن" و"لوماتان"، بأن نسبة القراء لهذه الصحف ارتفعت الى عشرة أضعاف. مما جعلها تنتعش في غياب الصحافة الأخرى. أما النزاع القائم بين المطابع وصحيفتي "الوطن" و"لوماتان" فإنه يبقى "معلقاً". ذلك أن المطابع تصر على دفع مستحقاتها. وتزعم إحدى هذه المطابع أنها خسرت 80 بليون سنتيم لدى عناوين صحافية اختفت من دون تسديد مستحقاتها. أما الصحافة المستقلة فهي تنتظر تصديق المجلس الوطني الشعبي على الموازنة الشهر المقبل لتحصل على المساعدات التي أدرجت في هذا القانون والمقدرة ب 40 مليون دينار. ويتزامن احتجاب الصحافة مع اضراب للقضاة دعت إليه نقابتهم الوطنية. ويطالب القضاة السلطات العمومية باحترام استقلالية العدالة. ولقي الاضراب استجابة واسعة، وينتظر أن ينتهي غداً على أن يعقد المجلس الوطني للقضاة اجتماعاً الخميس المقبل في فندق "السفير" لاتخاذ اجراءات وصفتها أوساط قضائية ب "الردعية" ازاء "التشهير بالفضائح داخل جهاز العدالة"، ومتابعة أصحاب الكتابات الموسومة ب "المغرضة". واستبعدت مصادر قريبة من السيد محمد الهادي بريم الأمين العام للنقابة، أن يكون الاضراب يستهدف الصحافة المستقلة، مشيرة الى أن "جهاز العدالة في حاجة الى هذه الصحافة"، لكنه ضد من سمّاهم ب "أصحاب الأقلام المأجورة".