انسحب أمس الأول المنافس القوي لزعيم اكبر حزب إسلامي في الجزائر من الترشح لمنصب رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) على خلفية مشاكل تنظيمية كبيرة شهدها تنظيم المؤتمر الرابع للحركة الذي انعقد في العاصمة الجزائر تاركا المجال لخصمه أبو جرة سلطاني الذي تمت تزكيته بالإجماع رئيسا للحركة للمرة الثانية على التوالي منذ رحيل مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح في اغسطس 2003.واكد عبد المجيد مناصرة في تصريح للصحافة في ساعة متأخرة من مساء أمس ان انسحابه جاء بعد تنامي مشاكل تنظيمية أخرت انعقاد أشغال المؤتمر التي كان من المفروض أن تنطلق يوم الثلاثاء الماضي لكنها تأجلت إلى غاية الأربعاء بسبب عدم حصول الكثير من المندوبين على شاراتهم. وفاجأ مناصرة مؤيديه بقرار الانسحاب بعد بروز مؤشرات فشله في منافسة رئيس الحركة ابو جرة سلطاني الذي أعاد النظر في التنظيم الذي ضبطه مكتب تنظيم المؤتمر الموالي لخصمه عبد المجيد مناصرة معللا ذلك بالقول للصحافة "نحن لا نريد أن نصل الى مؤتمر مطعون فيه بل ينبغي ان يكون المؤتمر سليما وكاملا". وجاءت إعادة تزكية أبو جرة سلطاني رئيسا للحركة في ظرف لم تشهد هذه الأخيرة انقساما داخليا بالشكل الذي وصلت إليه منذ رحيل مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح حيث شهدت الستة شهور التي سبقت انعقاد المؤتمر الرابع تململات داخلية لم تفلح الحركة في إخفائها وتحولت إلى مادة دسمة للصحف على خلفية ما يسميه خصوم سلطاني "خيار الاحتكاك بالسلطة" الذي يعتمده الحزب الإسلامي منذ قبل المشاركة في الإئتلاف الحكومي وانضم إلى قطب التحالف الرئاسي المدعم للرئيس بوتفليقة وبرنامجه الانتخابي . وأدت حرب الزعامات التي اشتعلت بين أنصار سلطاني وخصمه عبد المجيد مناصرة عشية انعقاد المؤتمر إلى تدخل المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر الشيخ مهدي عاكف حيث نصح الشيخ المتنافسين على رئاسة الحركة في تصريح لإحدى الصحف الجزائر الواسعة الإنتشار ب "الابتعاد عن أسلوب التجريح وتبادل الإساءات واحترام مبدأ الشورى". وجاء اللقاء بمرشد الإخوان في مصر بعد خلاف بين الجناحين المتنافسين على رئاسة الحركة وصل حد التشابك بالأيدي تلقى على إثرها رئيس الحركة ضربة بالخطأ عندما تدخل لفك خلاف بين قياديين في مقر الحركة بالعاصمة الجزائر. و يتولى أبو جرة سلطاني حاليا، منصب وزير بدون حقيبة في حكومة عبد العزيز بلخادم ويحوز حزبه على 3حقائب وزارية في الحكومة الحالية هي الأشغال العمومية والتجارة والصيد البحري، وكان دخول سلطاني الحكومة بمنصب كاتب دولة مكلف بشؤون الصيد البحري العام 1996ليتدرج إلى وزير للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الفترة ما بين 1998- 2000ثم الى وزير للعمل والحماية الاجتماعية إلى غاية العام 2001.وينحدر سلطاني من أقصى الشرق الجزائري ولاية تبسة ( 600كلم شرق العاصمة) وهو أحد قيادات التيار الإخواني في الجزائر منذ السبعينيات، التقى بالمرحوم الشيخ محفوظ نحناح العام 1982، وتوطدت العلاقة بينهما، وكان من المؤسسين الأوائل لحركة المجتمع الإسلامي (حماس) التي سميت فيما بعد حركة مجتمع السلم (حمس). وتعرض أبو جرة سلطاني العام 1994إلى محاولة اغتيال على أيدي جماعات متطرفة نجا منها بأعجوبة. ويتعاطى أبو جرة سلطاني إلى جانب السياسة الشعر والأدب فهو من خريجي معهد الأدب العربي بقسنطينة متحصل على ليسانس وماجستير في التخصص ويعد حاليا رسالة الدكتوراه حول (أدب الصحوة) وتحصي له المكتبة الجزائرية ثلاثة كتب سياسية هامة (جذور الصراع في الجزائر)، (الطريق الى الله)، (الجزائر الجيدة- الزحف نحو الديمقراطية).