استمرت المشاورات امس السبت في مجلس الامن لاصدار تفويض يسمح بالتدخل العسكري في ازمة كوسوفو، فيما توجه قائدان كبيران في الحلف الاطلسي الى بلغراد لمناقشة انسحاب القوات الصربية من الاقليم بانتهاء المهلة المحددة لذلك بعد غد الثلثاء. وجاء ذلك في وقت تواصلت الانتهاكات الخطيرة لتعهدات وقف النار في كوسوفو على رغم العمليات الاستطلاعية لاجواء الاقليم. وأجرى رئيس بعثة المراقبين الاوروبيين للاوضاع في كوسوفو ويليام ووكر امس محادثات مع ابراهيم روغوفا وغيره من زعماء الاقليم في شأن مهمة المراقبين الاوروبيين الذين يحققون في الاوضاع على الارض. وكان ووكر اجتمع قبل ذلك في بلغراد بالرئيس سلوبودان ميلوشيفتش ما أسفر عن تشكيل لجنة يوغوسلافية برئاسة نائب رئيس الوزراء نيكولا شائينوفيتش "بهدف تنسيق العلاقات والاتصالات مع بعثة المراقبة الارضية". والتقى مفوض الاممالمتحدة للشؤون الانسانية جيرجي دينستبير مع زعماء ألبان كوسوفو في بريشتينا وناقش معهم "الحقوق الملحة لسكان الاقليم". ووصلت الى حكومة بلغراد وزعماء ألبان كوسوفو رسائل من حكومتي فرنسا والمانيا "تدعو الى الالتزام بوقف النار وتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1199". واستمرت المداولات امس في مجلس الامن في شأن مشروع قرار اعدته الولاياتالمتحدة وبريطانيا يهدد باستخدام القوة في اقليم كوسوفو اذا واجه المراقبون الدوليون غير المسلحين خطراً بسبب الاشتباكات بين القوات الصربية والمقاتلين الالبان او تعرضوا لهجوم متعمد. وعارضت كل من روسيا والصين القبول بإسناد اي خطوات الى الحلف الاطلسي تتجاوز المراقبة الجوية بواسطة طائرات استطلاعية غير مسلحة القائمة حالياً. وواصلت طائرات الاستطلاع الاميركية تحليقها في اجواء كوسوفو ويتوقع ان تنضم اليها 20 طائرة من دول مختلفة بينها روسيا في مراقبة دولية جوية باسم "عين النسر". وتوجه الى بلغراد امس كل من القائد العام لقوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك ورئيس المجلس العسكري للحلف الجنرال كلاوس نيومان لاجراء محاداثات مع ميلوشيفيتش والقادة العسكريين اليوغوسلاف لمناقشة "مدى تنفيذ الصرب لما هو مطلوب منهم حول سحب القوات في مهلة الايام العشرة التي تنتهي الثلثاء المقبل". وفي كوسوفو تواصلت الانتهاكات لتعهدات وقف النار وسُمع دوي قذائف المدفعية في مناطق متفرقة من الاقليم كما شوهدت دبابات صربية تتحرك في ضواحي العاصمة بريشتينا.