احتدم النقاش في المغرب حول الدور الذي يجب ان تلعبه دور السينما في عملية التنمية في البلاد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ضوء تزايد مؤشرات تدهور هذا القطاع، وعدم ملاءمته للمتطلبات الدولية. وتواجه السينميا المغربية عدداً من المشاكل يقف حجر عثرة في وجه استقطاب المزيد من عشاق الفن السابع، ابرزها عدم توفر صالات العرض على الشروط المطلوبة التي تؤهلها لتكون فضاء مريحاً وجاذباً للجمهور، كذلك فان قلة دور العرض السينمائية تسهم في تعميق المشكل اذ لا يتجاوز عددها 175 قاعة في وقت اشارت فيه منظمة اليونسكو ان المغرب مؤهل لاستيعاب ما لا يقل عن 2000 قاعة بالنظر الى طاقته الاقتصادية والبشرية. ويسهم سوء توزيع صالات العرض بين مناطق المغرب في تقهقر السينما المغربية. ويتطلب النهوض بالقطاع السينمائي في البلاد، مبادرات من القطاع الخاص للاهتمام بالقاعات السينمائية، وتوفير شروط الفرجة، لكن مشاركة القطاع الخاص تصطدم بدورها بعبء الجمارك. ومهما يكن فان الحكومة المغربية بادرت هذا العام بمضاعفة دعمها للمركز السينمائي المغربي سبع مرات حيث انتقل من 5 الى 35 مليون درهم في محاولة للمساعدة في توفير شروط سوق سينمائية ورفع المعاناة عن السينما من خلال تمكينها من الوسائل المادية. لكن ذلك لم يأت بالنتائج المرجوة في مواجهة غزو الافلام الاجنبية، لصالات العرض، وتفوقها على نظيرتها المغربية. ويظل الانتاج السينمائي المغربي خجولاً، ودون المستوى المطلوب، حيث يراوح عدد الافلام المنتجة عشرة افلام في حين يتم استيراد 35 فيلماً سنوياً اغلبها انتاج اميركي، وتبقى الافلام المغربية التي تلقى نوعاً من الاقبال معدودة، وسجل "البحث عن زوج امرأتي" للمخرج محمد عبدالرحمن التازي سابقة في تاريخ السينما المغربية، حيث حقق الشريط توافد 600 الف مشاهد في مقابل 20 الف متفرج تعودت صالات العرض على استقبالهم في كل مرة يكون موضوع الفرجة شريطاً سينمائياً مغربياً. ويرى المراقبون ان الاجراءات التي اتخذت لتحسين مردود القاعات السينمائية التي تم تجديدها خاصة منها القاعات الصغرى غير كافية وان احداث قاعات رهن بوضع قطع ارضية رهن اشارة المستثمرين وبأثمان مناسبة واشراك مهنيي القطاع في تحديد المعايير الضرورية لااحداث فضاءات تستجيب لخصوصيات القاعات السينمائية وتطبيق مبدأ الشراكة لاستغلال التجهيزات الثقافية والترفيهية واتخاذ اجراءات دعائية لفائدة القاعات السينمائية وعصرنة اساليب ادارة. ويعزون تقهقر السينما المغربية الى عدم توفر السينمائيين المغاربة على التكوين الضروري في مجال الفن السابع، ويطالب هذا الجناح السينمائيين بانتاج افلام جيدة مقابل الدعم الذي يحصلون عليه، في اشارة الى منح الدعم لاشخاص لا يتوفرون على الموهبة الضرورية في المجال السينمائي.