مع عودة الحياة إلى ملاعب كرة القدم السورية، يعود هدير الجماهير وصخب المدرجات الى وسط المدن الرئيسية في البلاد. وكان مشوار الدوري بدأ الاسبوع الماضي بحثاً عن عنوان جديد للكرة السورية التي تعيش حال إحباط لم تشهدها من قبل من جراء فشلها وإخفاقها في كأس العرب في الدوحة التي اظهرت أن هذه اللعبة تعاني من إفلاس وضعف دفعا بها الى مراكز مقلقة وغير آمنة. ويخشى جمهور الرياضة والمحللون ان يكون هذا الموسم كسابقه، رديء المستوى والأداء رغم الاستعدادات المبكرة لمعظم الأندية بسبب معاناتها من ضائقة مالية وصلت ببعضها إلى حد الافلاس، ما دفع كثيرين من لاعبيها الى البحث عن فرص خارج الحدود لتحسين اوضاعهم المادية، مختارين الأندية اللبنانية مقابل أجور متدنية تبلغ نحو 800 دولار أميركي شهرياً، لكنها أجور تعجز أنديتهم عن دفعها لهم. ويرى الكثيرون من المهتمين بواقع الكرة السورية ان هجرة اللاعبين ستنعكس سلباً على مستوى الدوري هذا العام وستؤدي إلى ضعف أداء فرقه واحجام جماهيره عن متابعة مبارياته. ومصدر قلق مسؤولي الأندية وخوفهم هو تكرار ما حدث في الدوري الماضي، ما سيؤدي إلى ازدياد ضائقة أنديتهم المالية التي تعاني منها أصلاً. وفي خطوة للحد من هجرة اللاعبين إلى الخارج أصدر الاتحاد الرياضي العام اخيراً قراراً منع بموجبه إعارة اللاعبين مع دعوة اللاعبين المحترفين للعودة إلى أنديتهم، لعدم تحقيقهم الفائدة المرجوة فنياً وعدم انعكاس ذلك على مستوى المنتخبات الوطنية. واعتبر المتابعون هذه الخطوة محاولة من الاتحاد للحفاظ على اللاعبين والعمل على إبقائهم داخل انديتهم التي عانت في الموسم الماضي فراغاً من جراء مغادرتهم لها وهو ما انعكس بشكل سلبي على أداء فرق الدوري وابتعاد الجماهير عن متابعتها. أندية العاصمة تبقى أندية العاصمة الوحدة، الجيش، المجد، الشرطة الأوفر حظاً في المنافسة لقوة إمكانياتها وكفاءة لاعبيها. ويعتبر فريق الجيش أقربها الى اللقب لكثرة مشاركاته ومعسكراته الخارجية التي لم تتوقف، إضافة الى إلتزام لاعبيه بتدريباتهم، وقد دخل البطولة بمدربه الجديد البرازيلي باولو كاماركو الذي أدخل تحسينات كبيرة على أداء الفريق الذي مثل سورية في دورة الصداقة الإماراتية. وانضم إلى الفريق هذا الموسم عدد من اللاعبين الجدد، وانضم إلىه اخيراً حسام السيد العائد من نادي الصفاء اللبناني فيما غادره إلى أنديتهم بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية كل من بلال صاري ومصطفى حمصي ومحمد مصطفى وأنس صاري. ويسعى الوحدة الدمشقي لاثبات وجوده بين الكبار بعد عودته مجدداً إلى دوري الأضواء ووصل قياساً على نتائجه الاعدادية الى مرحلة تؤهله لدخول دوري الموسم الجديد بقوة بقيادة الدولي العائد لؤي طالب. بدوره استعد المجد بشكل لائق وعمل مدربه الحالي حسين ديب على تعزيزه بثمانية لاعبين جدد خمسة منهم تم ترفيعهم من صفوف الشباب وثلاثة آخرين تم ضمهم من خارج الفريق. وقال ديب ان فريقه "سيدخل المنافسة بقوة تكون بحجم الاستعدادات التي سبقت انطلاقة الدوري". ولم تكن تحضيرات فريق الشرطة المركزي بالمستوى المطلوب. واكد رئيس النادي منذر طباع ان الفريق "افتقد للمعسكرات الخارجية وللمباريات الاستعدادية القوية، كما ان متاعب تأمين الملعب التدريبي اثرت على استعداد الفريق". ويحتاج الشرطة الى بعض الوقت ليصل الى الصيغة المطلوبة، خصوصاً مع تغير جهازه التدريبي واعتزال قائده حاتم الغائب وابتعاد وانتقال بعض لاعبيه، وان كانت عودة هدافه محمد سويدان ستعطي الفريق شيئا من الفعالية الهجومية. الوثبة والكرامة يتشابه الوثبة والكرامة في الظروف والاحوال. فاستعدادهما لم يكن بالشكل المطلوب لقلة الامكانات المادية، واقتصرت تمارينهما على بعض المباريات الودية والتدريبات على "تارتان" الملعب البلدي في حمص مع انهما يلعبان جميع مبارياتهما في الدوري على عشب ملعب "الباسل". وهذه نقطة ليست في صالحهما، ما ادى الى استنكار مشجعي الفريقين لعدم سماح المسؤولين الرياضيين في المدينة للفريقين بالتدريب على الملعب المعشب أو تأمين البديل، خصوصاً ان الناديين يعانيان من عجز مادي يتجاوز المليون ليرة سورية 20 الف دولار اميركي. ويعاني الوثبة هذا الموسم من ضعف في خط دفاعه لغياب لاعبيه ثائر دباس ورافع خليل المحترفين في لبنان، لكنه يمتلك مهاجمين موهوبين هما حسان ابراهيم ومحمد شاهرلي، وربما يجد مدربه الجديد خالد الشيخ صعوبة في قيادة فريقه لتحقيق الانتصارات. وأبدى مدرب الكرامة محمد قويض انزعاجه الشديد لعدم السماح بتمرن فريقه على العشب الطبيعي، وقدم الى الادارة كتاباً تضمن عدم مسؤوليته في حال الفشل. وينقص الكرامة حسام موصلي المنتقل الى لبنان وعمار زيني المعتزل، لكنه كسب هدافه العائد تامر اللوز ولاعبيه احمد غرير وحسان المصري. الكرة الحلبية ولا تختلف اندية حلب الاتحاد، الحرية، شرطة حلب عن بقية فرق الدوري من حيث الاستعداد وان كان الاتحاد أكثرها جهوزية، وهو وعد جماهيره العريضة بتقديم مستوى يكون بحجم الآمال المعقودة عليه. ويعتبر الاتحاد من اكثر الفرق الحلبية استقراراً وتوازناً في الجهازين الفني والادراي، وازداد امله مع قدوم مدربه الجديد الروسي فلاديمير وعودة مهاجمه انس صاري. ولن يكون الحرية اقل حماسة من منافسه التقليدي الاتحاد، ويريد اثبات مدى تطوره وإعداده الذي كان مثالياً وتكرار نتائجه التي سجلها في دورة حطين الكروية وحمل كأسها. كما ان نتائجه في الفترة التحضيرية مع فرق المقدمة كانت مطمئنة فضلاً عن نتائج المعسكر الذي أقامه اخيراً في مصر. ويعتمد الحرية على لاعبيه محمد مصطفى ومصطفى حمصي العائدين من فريق الجيش إضافة إلى حاجي مصطفى. أما شرطة حلب العائد إلى الأضواء فقد ذاق كثيراً مرارة الهبوط إلى الدرجة الثانية ويسعى لحجز مكان دائم له بين الكبار، واضعاً في اعتباراته العديد من المسائل والحسابات، كما قال مدربه علاء شوا الذي يعي خطورة الوقوع في مطبات قد لا يحمد عقباها. ويعتمد الفريق على تجاوز العديد من الصعوبات المتوقعة، خصوصاً أنه كان يعاني من ضعف في حراس المرمى. أندية اللاذقية لن تكون أندية اللاذقية الثلاثة حطين، تشرين، جبلة خارج حدود المنافسة... حطين هو بطل دورتي "المحبة" و"الوفاء" وقد أتم استعداداته لدخول الدوري لكنه لا يزال يعاني من بعض الثغرات في خط دفاعه وعدم وجود صانع الألعاب، وإن عاد إليه مهاجمه عارف الآغا هداف الدوري الفائت. وأكد مدربه أحمد هواش أن الفريق "سيتأثر لغياب خط الوسط سليم جبلاوي، لكن وجود الموهبة الشابة طلال شومان يجعلنا نتفاءل في دخول هذا الموسم بقوة". أما تشرين فيحاول عبر مدربه عبدالنافع حموية أن يكون من الفرق القوية لكنه لا يزال يعاني من غياب بعض لاعبيه الأساسيين بسبب الإصابة. وتبقى قوته الضاربة في خط هجومه. واعتبر حموية ان جهوزية فريقه "جيدة واستعداده للدوري ممتاز ولن يكون ضيف شرف". ويأمل فريق جبلة الذي حقق بطولة الدوري ثلاث مرات أن يكون بين الكبار ليعيد أمجاده السابقة. لهذا يسعى مدربه رفعت الشمالي إلى إثبات وجوده القوي، خصوصاً ان خطوطه الثلاثة تبدو منسجمة ويملك حارسين دوليين هما عبدالفتاح عبدالقادر ومالك شكوحي ولاعب خط الوسط عمار الشمالي والهداف مازن أسعد. وقال الشمالي إن الدوري سيشهد "منافسة شديدة على اللقب وجميع الفرق استعدت بشكل جيد". أندية الشرق يدخل الجهاد ملحمة الدوري بطموحات كبيرة وإن كان استعداده جاء متأخراً لقلة إمكاناته المادية رغم الدعم المقدم إليه من قبل أبناء مدينته القامشلي. ويعتمد الفريق هذا الموسم على مدربه فؤاد القس الذي يقول: "بدأنا الاستعداد متأخرين لأسباب خارجة عن إرادتنا ووضعنا نظاماً خاصاً بعملنا يعتمد على الأخلاق والانضباط والمساواة بين الجميع". ورغم الصعوبات وقلة الامكانات المحددة، وصل الجهاد إلى مرحلة مقبولة من "الجهوزية الشابة". واعتمد المدرب على جومر وموسى والحارس عماد عيسى وعبدالغني عبدالرزاق، لكنه خسر هدافه ماهر ملكي لصالح الجيش. اما اليقظة فإنه سيكون ضيفاً سهلاً على دوري هذا الموسم لقلة خبرة لاعبيه وضعف امكاناته، وهو يسعى الى البقاء في دوري الأضواء ليس أكثر.