هطلت الأهداف بغزارة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في جولتها الأولى وفي المباراتين المقدمتين من الجولة الثانية للهلال والاتحاد بشكل لفت معه انتباه النقاد الرياضيين وجماهير الكرة، حيث سجلت حتى الآن 35 هدفا عن طريق 26 لاعبا يتقدمهم المحترفان السوري عمر السومة والبرازيلي تياجو نيفيز برصيد ثلاثة أهداف. ويؤكد مهاجم الاتحاد السابق حمزة إدريس أن لعبة كرة القدم أصبحت تعتمد على الشق الهجومي بشكل أكبر من ذي قبل، فيما تعاني معظم الفرق من ضعف الإمكانيات في خط الدفاع. وقال" رأينا في مباريات بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في البرازيل، عدد الأهداف التي سجلت، حيث كان طريقة اللعب الهجومية واضحة، في إشارة واضحة إلى بحث المنتخبات عن تسجيل أكبر عدد من الأهداف". وزاد "كرة القدم حسب ما أرى تخضع في أحيان كثيرة إلى الموضة، فالمدربون يضعون دراسات بين فترة وأخرى للعب بشكل من الأشكال يرونه مناسبا، وقد رأينا فريق برشلونه الإسباني مثلا يعتمد قبل مدة على الكرات القصيرة والسيطرة على الكرة لأطول وقت ممكن ورفع الكرات الطويلة في العمق، وهذه لم تكن مجدية في وقت سابق، وهي الطريقة التي يرى المدربون أنها مجدية لتحقيق الفوز والحصول على نقاط المباراة". وتابع" الفرق التي تلعب بشكل هجومي هي دائما التي تكسب أما الفرق التي تغلق المناطق الخلفية فلا تصل إلى المرمى". وعن الفرق السعودية، قال إدريس" كنا نجد الأندية السعودية تتعاقد مع محترفين أجانب في الهجوم، بينما هي اليوم تستقطب مدافعين، والأمثلة كثيرة، فالهلال وقع مع قلبي دفاع وكذلك الاتحاد والنصر والشباب، حتى الأهلي استرجع الكولومبي بالومينو الذي يلعب في المحور الدفاعي، وهي بذلك تسعى لترميم الخطوط الخلفية التي تعاني من مشاكل في خط الظهر". من جهته، أوضح المدرب الوطني يوسف عنبر أن غزارة الأهداف في الجولة الأولى لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين تعود إلى الضعف الفني لدى بعض المدربين وعدم اهتمامهم بالتنظيم الدفاعي في خططهم وتكتيكهم الفني في المباريات عند مواجهة الفرق الأخرى. وقال "هناك طرق حديثة تختص بالدفاع يجب على المدربين اتباعها ونهجها لتجنب استقبال العديد من الأهداف في مرماهم، فمن المهم أن نعي أن التنظيم في الخطوط الخلفية يعتمد على ترابط الخطوط الأخرى وطريقة اللعب والنهج المرسوم للاعبين من قبل هؤلاء المدربين". وأضاف"من المهم أيضا إجادة الهجوم المنظم المرتد لأنه من شأنه أن يعمل على تخفيف العبء على الدفاع وبالتالي التقليل من ولوج الأهداف، أما ما نشاهده اليوم فهو سوء تنظيم في بعض الفرق". ولفت عنبر وجود أخطاء فردية من قبل بعض اللاعبين، وأخرى جماعية للفريق كمجموعة هي ما أدت إلى دخول هذا الكم الكبير من الأهداف في مرمى أندية الدوري السعودي رغم بدايته القريبة جدا". من جانبه، يرى المدرب الوطني حسن خليفة أن الإعداد الجيد للفرق السعودية في معسكرات داخلية وخارجية مع كثافة عدد المباريات التجريبية وخوض الدورات الودية زاد من المعدل اللياقي للاعبين ووصلوا إلى جاهزية عالية، بجانب حسن اختيار المدربين العالميين الذين يضعون لهم التكتيك الجيد، ووجود المحترفين الأجانب الذين يشكلون فارقا كبيرا مثل لاعب الهلال البرازيلي تياجو نيفيز، الأمر الذي أدى إلى القدرة على تسجيل أكبر عدد من الأهداف في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا الموسم. وقال خليفة "لا زال الوقت مبكرا للحكم على الأهداف أو الهدافين ومن منهم سيستمر أم يتوقف، لكن بعد مرور 5 جولات في الدوري ستتوازن الفروقات بالنسبة للإعداد وتتضح الصورة بشكل أكبر، فناصر الشمراني من الهلال كان ينافس في الموسم الماضي وكذلك مختار فلاتة من الاتحاد غير أن النهاية جاءت لصالح الأول". وأضاف "في المواسم السابقة من الدوري كان المحترفون الأجانب هم من يسجلون الأهداف، ولكن اليوم أصبح اللاعبون المحليون ينافسون على صدارة الهدافين، وإن كنت أرى أن الحكم لا زال مبكرا على تحديد هوية الهداف إلا أنني أرى أن محترف الأهلي عمر السومة يعد لاعبا هدافا من طراز مميز داخل الصندوق والمباريات المقبلة خاصة القوية ستبين مدى قدرته على المحافظة على مستواه واستمراره في تسجيل الأهداف".