لندن - "الحياة"، رويترز - مُنيت اسواق الاسهم الاوروبية بهبوط حاد لليوم الثاني على التوالي وسط استمرار القلق من تأثير الازمتين الاسيوية والروسية على أسواق المال الدولية بل واحتمال تسببها في موجة ركود تعم اسواق الدول الصناعية. وتراجعت قيم الاسهم في البورصات الاوروبية الكبرى بنسب وصلت في بعض منها الى نسبة ستة في المئة في حين هرب المستثمرون الى اسواق السندات الحكومية تحسباً من الانخفاض الكبير في أسعار الاسهم في اسواق الاسهم الرئيسية. وكان التداول بدأ صباحاً في اوروبا متأثراً بما جرى قبل يوم في وول ستريت بعد انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.9 في المئة وبالتراجع في قيم الاسهم اليابانية التي بلغت ادنى مستوياتها منذ 12 عاماً. وكان المستثمرون الاميركيون شعروا بالقلق، للمرة الاولى منذ سبع سنوات، بعد اسوأ نتائج تصدرها الشركات للربع الثالث من السنة ومن الاضطرابات الاقتصادية الآسيوية وتنامي الازمات في اميركا اللاتينية وروسيا وتعرض المصارف والمجموعات التجارية الاميركية لمخاطر بسبب اقراضها لهذه الاسواق. وقال بارتون بيجز من "مورغن ستانلي" دين ويتر: "اعتقد ان الاسواق لا تزال في حالة تراجع وهناك فرصة لانتعاش قد يستمر اسبوعين ويرفع الاسعار بين خمسة وعشرة في المئة قبل ان نسقط في الهاوية". وكان مؤشر داو جونز انخفض 237.9 الى 7842.62 نقطة منخفضاً بنسبة 12 في المئة في الربع الثالث الذي انتهى مساء الاربعاء وهو ادنى اداء له منذ ان تراجع 15 في المئة في الربع الثالث من عام 1990. وبلغت الاسهم اليابانية ادنى مستوى منذ 12 عاما مقتربة من حاجز الدعم النفسي عند 13000 نقطة بعد ان أكد تقرير اقتصادي على عمق الصعوبات التي تواجه اليابان. وهبط مؤشر نيكي 209.27 نقطة اي 1.56 في المئة الى13197.12 نقطة وهو ادنى مستوى منذ 6 شباط فبراير 1986. وكانت نتائج تقرير البنك المركزي الياباني لمعنويات الشركات جاءت أسوأ بكثير من المتوقع مما أثار موجة بيع واسعة النطاق. وأظهر التقرير تدهور الاوضاع بشكل عام، خصوصاً بين الشركات الصغيرة. وتأثرت الاسواق الاميركية واليابانية كذلك بتقرير اصدره صندوق النقد الدولي راجع ص10 وحذر من احتمال حدوث ركود في الاقتصاد الدولي. وفي اسواق الصرف تراجع الدولار الى اقل مستوى امام المارك منذ 19 شهراً وسط توقعات بأن الولاياتالمتحدة ستعلن خفضا جديداً في أسعار الفائدة لاشاعة الاستقرار في الاسواق الدولية ولتجنب حدوث ركود محلي. وفي مقابل العملة اليابانية ارتفع الدولار أمام الين بسبب تزايد المخاوف من الاوضاع الاقتصادية في اليابان. في المقابل استقر سعر صرف المارك الاالماني بعدما أعلن البنك المركزي بوندسبنك ترك أسعار فائدته الرئيسية الخصم ولومبارد وريبو على مستوياتها السابقة. ويترقب المستثمرون، على مستوى العالم، شهادة رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الاميركي الان غرينسبان امام اللجنة المصرفية التابعة للكونغرس. وشهدت اسعار اسهم المصارف انخفاضاً حاداً في جميع اسواق اوروبا متأثرة بالقلق السائد من احتمال تعرضها لمخاطر من جراء اقراضها الاسواق الناشئة التي تعاني أزمات مالية. وفي فرانكفورت هوى مؤشر داكس اكثر من ستة في المئة بينما تراجع مؤشر الاسهم الفرنسية أكثر من أربعة في المئة. وفي لندن هبط مؤشر "فايننشال تايمز" نحو ثلاثة في المئة.