بغداد - أ ف ب - دعا العراقتركيا الى تعزيز تعاونها معه "بعيداً عن الضغوط الأجنبية"، معتبراً ان الحظر الدولي المفروض عليه "سيرفع بعدما ثبت فشله". واشترط لتوسيع التعاون الاقتصادي مع أنقرة قراراً سياسياً ينأى بها عن "الضغوط الأجنبية" في اشارة الى السياسة الأميركية. وأفادت وكالة الأنباء العراقية أمس ان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان دعا تركيا الى توسيع تعاونها مع بلاده "بعيدا عن الضغوط الاجنبية"، وذلك خلال استقباله وزير الدولة التركي محمد بطالي، واعتبر ان "تحقيق تقدم في مجالات التعاون يرتبط بالقرار السياسي الذي ينبع من المصلحة الوطنية ويخدم ابناء البلدين بعيداً عن الضغوط الاجنبية التي تهمها مصالحها على حساب مصالح الشعوب"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة. واضافت الوكالة ان نائب الرئيس صدام حسين حمَّل الوزير التركي رسالة شفوية الى رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز "تتعلق بالعلاقات العراقية - التركية واهمية تطويرها وتوسيعها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين". امكانات واسعة واكد طه ياسين رمضان "وجود امكانات واسعة يمكن التعاون من خلالها في المجالات الاقتصادية والتجارية لآفاق مستقبلية بعيدة وليست مرحلية". وأوضحت الوكالة ان بطالي اعتبر ان زيارته تؤكد "حرص بلاده على ايجاد مجالات جديدة ومتنوعة للتعاون الاقتصادي والتجاري، لافتاً الى الاضرار الاقتصادية والتجارية الكبيرة التي لحقت بتركيا بسبب استمرار الحصار على العراق". وكان بطالي وصل الى بغداد الجمعة الماضي على رأس وفد يضم 21 شخصاً بينهم رجال اعمال ممثلون لغرف التجارة التركية في زيارة تستهدف "تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري". واجتمع السبت الى وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح وبحثا في تزويد العراق مواد غذائية بموجب اتفاق "النفط للغذاء" الذي يجيز لبغداد بيع كميات من النفط لشراء مواد اساسية. وباعت تركياالعراق حتى الآن بضائع بقيمة 227 مليون دولار منذ بدء تنفيذ الاتفاق في كانون الاول ديسمبر 1996. وكانت تركيا قبل فرض الحظر في مقدم الشركاء التجاريين للعراق، وتؤكد ان الحظر افقدها نحو 33 بليون دولار. خط الانابيب وابلغ احد اعضاء الوفد التركي وكالة "فرانس برس" ان المناقشات ستتناول "صيانة خط الانابيب العراقي - التركي" الممتد من آبار النفط في كركوك شمال العراق الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط. وتندرج محادثات الوفد التركي الذي سيغادر بغداد اليوم في اطار الاجتماعات الدورية للجنة العراقية - التركية التي تعقد سنوياً في العاصمتين. وتزامنت الزيارة مع توتر في العلاقات بين البلدين، اذ تتهم بغدادانقرة بمقاطعة اجتماعات لتقاسم مياه الفرات مع العراق وسورية، من اجل كسب الوقت لتنفيذ مشاريع سدود على مجرى النهر. وانتقدت بغدادتركيا في الازمة بينها وبين سورية واتهمت انقرة بافتعال التوتر مع دمشق. طارق عزيز في غضون ذلك، اعتبر نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز ان الحظر الدولي "سيرفع بعدما ثبت فشله". ونقلت الوكالة العراقية عن طارق عزيز قوله اثناء استقباله رئيسة وزراء بلغاريا رنيتا انجوفا التي تزور العراق منذ ايام ان "الموقف الاميركي من العراق هو الآن في اضعف حلقاته، والحصار سيرفع بعدما ثبت فشله". وكان الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان اقترح اجراء "مراجعة شاملة" للعلاقة بين مجلس الأمن والعراق، تتضمن مراحل و"برنامجاً زمنياً معقولاً" لرفع الحظر. واشترط المجلس لاجراء المراجعة استئناف بغداد تعاونها مع فرق التفتيش. التحفظ الاميركي واعربت الولاياتالمتحدة عن تحفظها عن هذا الاقتراح، مشددة على ضرورة ان يجيب العراق عن عدد من الاسئلة قبل الانتقال الى مرحلة المراقبة المستمرة للأسلحة. وعلقت بغداد في الخامس من آب اغسطس تعاونها مع اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية، ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمة اياهما بالامتناع عن الاقرار بأن العراق انجز نزع اسلحته المحظورة.