أنهى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته لبغداد مساء أول من أمس بالتوقيع على مذكرات تفاهم في الأمن والطاقة والنفط والكهرباء والمياه والصحة والتجارة والبيئة والنقل والإسكان والإعمار والمواصلات والزراعة والتربية والتعليم العالي، ووعد بإطلاق حصة العراق المائية من نهري دجلة والفرات وتعهد استمرار الوساطة بين بغداد ودمشق. وقبيل عودته الى أنقرة التقى اردوغان الرئيس جلال طالباني الذي اعتبر الزيارة «دعماً للشعب العراقي ومسيرته الديموقراطية وتأكيداً على الصداقة والتحالف الإستراتيجي بين العراق وتركيا «، فيما قال أردوغان: «لقد عشنا يوماً تاريخيًا ولحظة تاريخية بوجود تسعة وزراء وخمسين من رجال الأعمال وتم التوقيع على 48 مذكرة تفاهم». وأكد طالباني وأردوغان خلال لقائهما «أهمية إقامة علاقات إستراتيجية قوية بين البلدين ، مؤكدين ضرورة بذل الجهود المشتركة لتوثيق تلك العلاقات وتدعيم التعاون الإستراتيجي». وألتقى اردوغان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي أشاد بمواقف تركيا الداعمة للعراق وبوساطتها «النزيهة» بين بغداد ودمشق، داعياً الى «استمرارها «، فأيده اردوغان بقوة ، مؤكداً ان «تركيا ستستمر في وساطتها حتى ينتهي الخلاف بين البلدين» . وأقترح الهاشمي على أردوغان ان «تنفذ تركيا مشاريع صناعية ضخمة في كركوك يكون فيها ابناء المدينة بأطيافهم ومكوناتهم الأيدي العاملة والمستفيدة منها لتكون بوابة لحل المشاكل السياسية العالقة»، مبيناً ان «أنقرة استطاعت عبر البوابة الاقتصادية ان تحل العديد من المشاكل السياسية العالقة مع جيرانها ومن شأن ذلك اعادة الأوضاع في كركوك الى ما كانت عليه سابًقا» . وكان رئيس الوزراء التركي وصل الى بغداد صباح الأربعاء الماضي على رأس وفد وزاري يضم وزراء الداخلية والخارجية والتجارة والطاقة لتفعيل «المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين بغداد وأنقرة». وجرى خلال الزيارة توقيع 48 بروتوكولاً ومذكرة تفاهم. ووصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي محادثاته مع اردوغان بالإيجابية ، ونقل بيان لرئاسة الوزراء العراقية عنه قوله ان «توقيع هذه الاتفاقات مؤشر إلى وجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين لتطوير العلاقات الاستراتيجية»، معتبراً «تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا في حاجة إلى المزيد من التواصل والمتابعة بين المسؤولين في البلدين». وأضاف ان «محادثاتنا مع السيد أردوغان كانت إيجابية وشاملة وأثمرت عن التوقيع على هذا العدد الكبير من الاتفاقات، كما عبرت عن توجه البلدين نحو شراكة حقيقية وتعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والبناء والإعمار ومختلف المجالات». وتابع : «أكدنا ما اتفقنا عليه سابقاً بالاستمرار في محاربة الإرهاب ومكافحة النشاط الإرهابي لحزب العمال الكردستاني وبقايا حزب البعث وكل المنظمات التي لا تريد الاستقرار في المنطقة». وأعرب أردوغان عن «ارتياحه الشديد إلى مستوى العلاقات بين البلدين»، وقال: «بدأنا اليوم مرحلة جديدة في العلاقات القوية بين البلدين ونطمح إلى توسيعها في كل المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا، وأي صعوبات تواجهنا سيتم تجاوزها بإرادة التواصل والاستمرار في التعاون». ويبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق 5 بلايين دولار سنويًا ، تريد تركيا رفعه الى 20 بليوناً وأكدت مصادر برلمانية (رفضت نشر إسمها) ل»الحياة « ان «أنقرة تشترط على العراق رفع التبادل التجاري الى أكثر من 20 بليون دولار مقابل أطلاق حصته من مياه نهري دجلة والفرات»، مبينة ان «أنقرة تقدم الوعود بإطلاق الحصة المائية لكنها تماطل للضغط على بغداد وأجبارها على رفع التبادل التجاري معها وجعلها البوابة الاقتصادية والتجارية للعراق». وأشارت الى ان «وفًدا برلمانياً عراقياً برئاسة اياد السامرائي(رئيس البرلمان ) سيزور تركيا خلال الشهر الجاري ، تلبية لدعوة وجهها رئيس البرلمان التركي».