انتقد مصدر رسمي في الجامعة العربية تقرير مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى اسكوتلندا اللذين عبرا فيه عن اعتقادهما أن "المواطنين الليبيين المشتبه في تورطهما في تفجير الطائرة الاميركية فوق بلدة لوكربي عام 1988 سيلقيان محاكمة عادلة" في حالة محاكمتهما في اسكوتلندا. وكان أنان أوفد الشهر الماضي إلى اسكوتلندا إينوش دومبو تشينا قاضي القضاة السابق في زيمبابوي وهنري شيرمرز استاذ القانون في إحدى الجامعات الهولندية، للإطلاع على النظام القضائي الاسكوتلندي بناء على دعوة وجهها وزير خارجية بريطانيا روبن كوك إلى كل من الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية والجامعة العربية ل "التأكد من أن المشتبه فيهما سيحظيان بمحاكمة عادلة في حال تسليمهما إلى السلطات الاسكوتلندية". ولبى أنان دعوة كوك فيما رفضتها منظمة الوحدة والجامعة. وانتهى المبعوثان الدوليان في تقريرهما إلى أنان ومنه إلى مجلس الأمن، إلى النتيجة التي أورداها في التقرير، كما اقترحا حضور مراقبين دوليين المحاكمة. واعتبر مصدر مسؤول في الجامعة العربية، في تصريح إلى "الحياة"، أن هذه النتيجة "لم تكن في حاجة إلى إرسال مبعوثين للوصول إليها، لأن أحداً لم يشكك أصلاً في نزاهة القضاء الاسكوتلندي". وقال إنه "تقرير قانوني في قضية قانونية لها صيغة سياسية بالدرجة الأولى". وحذر من "محاولة استخدام هذا التقرير لأغراض سياسية". وأكد أنه "يتضمن رأياً استشارياً غير ملزم ولا يمكن البناء عليه لجهة استصدار قرارات تأسيساً على ما ورد فيه". وشدد على "تمسك الجامعة ومنظمة الوحدة" باقتراحهما محاكمة المشتبه فيهما في بلد ثالث "محايد". واستغرب في شدة قول أنان إن "الليبيين المشتبه فيهما ستوفر لهما محاكمة عادلة بموجب النظام القضائي الاسكوتلندي"، في تقرير كان بعث به إلى مجلس الأمن الشهر الماضي. وأكد استمرار الاتصالات الهادفة إلى إيجاد حل سلمي مقبول من جميع أطراف الأزمة يضع حداً لمعاناة الشعب الليبي والعقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. وأشار إلى أن هذه الاتصالات تتم بالتنسيق مع منظمة الوحدة الافريقية والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. ولفت إلى أن "الجهود المبذولة حالياً تحاول استثمار تقرير فرنسي إلى مجلس الأمن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي أشاد بتعاون ليبيا في قضية يوتا عام 1989 كي ينعكس إيجاباً على التعاطي مع قضية لوكربي". وكان التقرير الفرنسي أشار إلى تعاون ليبيا في التحقيق في شأن ملابسات تفجير الطائرة الفرنسية فوق صحراء النيجر.