أغلق العشرات من المستوطنين المدخلين الشمالي والشرقي لمدينتي رام الله والبيرة وحاولوا الاعتداء على المسافرين الفلسطينيين بحجة قيام أفراد من "القوة 17" الفلسطينية بضرب مستوطنين دخلا المنطقة أ الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. وامتنع الجيش الاسرائيلي عن اجلاء المستوطنين الذين وضعوا الأعمدة في وسط الشوارع الرئيسية التي يؤدي احدها الى مدينة القدس والآخر الى مدينة نابلس، واكتفوا بتحويل السيارات الفلسطينية على شوارع التفافية لتجنب الاحتكاك بين الطرفين. وأطلق أفراد من الشرطة الفلسطينية عيارات تحذيرية في الهواء بعد أن رفض سائقا سيارتين تحملان لوحة ترخيص اسرائيلية في المنطقة أ في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، وفور توقفهما جُردا من السلاح وأجهزة الاتصال التي كانت بحوزتهما بعد ان تبين أنهما من رجال "الأمن" في مستوطنة بسغوت المقامة على أراضي مدينة البيرة شرق. وقال المستوطنان رئيس مجلس بن يمين الاستيطاني ونائبه اللذان سلمتهما الشرطة الفلسطينية الى مكتب الارتباط الاسرائيلي في منطقة رام الله، انهما تعرضا للضرب المبرح واطلاق الرصاص بين ارجلهما من قبل أفراد "القوة 17" التي كانت في المكان. وأضافا انهما تعقبا سيارة فلسطينية رشقهما ركابها بالحجارة وانهما دخلا "عن طريق الخطأ" المنطقة أ. وشككت مصادر فلسطينية في رواية المستوطنين خصوصاً انه كان بحوزتهما الكثير من العتاد وأجهزة الاتصال، وأوضحت ان رجال الأمن في المستوطنات يعلمون جيداً حدود المنطقة أ. وطالب المستوطنون الذين تظاهروا حتى موعد "دخول السبت" العطلة اليهودية الاسبوعية وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي بفرض حصار مشدد على مدينة رام الله واعتقال الفلسطينيين الذين شاركوا في عملية الضرب. وسجل في الأربع والعشرين ساعة التي اعقبت بدء محادثات قمة واي بلانتيشن الثلاثية قرب واشنطن، تصعيداً لعمليات اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين، اذ اطلق حارس مستوطنة قرب القدس النار على عامل فلسطيني وأصابه بجروح طفيفة بينما كان رئيسه في العمل الاسرائيلي يقله في سيارته، فيما ألقى مستوطنون زجاجات حارقة على ثلاثة بيوت فلسطينية في مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم وفروا باتجاه معسكر للجيش الاسرائيلي في المنطقة. ويقع أحد البيوت في المنطقة ب التي تخضع أمنياً لسيطرة الاحتلال وادارياً لسيطرة الفلسطينيين، فيما يقع البيتان الآخران في المنطقة أ. ولحقت أضرار جسيمة في أحد المنازل الفلسطينية. وفي شمال الضفة الغربية، رشق مستوطنو "اتمار" المقامة فوق أراضي قرية بيت فوريك المواطنين بالحجارة لدى توجههم لقطف الزيتون. وأكد المواطنون ان المستوطنين يحاولون منعهم من الوصول الى أراضيهم لقطف الزيتون ويطلقون الكلاب باتجاههم لترويعهم. ومنع حارس مستوطنة ألون موريه قرب نابلس عدداً من أهالي بلدة دير الحطب من الوصول الى أراضيهم لقطف الزيتون وأخرجهم تحت تهديد السلاح من أراضيهم المحاذية للمستوطنة. من جهة أخرى، كشفت الشرطة الاسرائيلية عن هوية مواطن عربي من قرية جسر الزرقاء القريبة من قيسارية قالت انه حاول مساعدة نشيطين من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس للوصول الى وسط اسرائيل لتنفيذ عملية انتحارية. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان ابراهيم العقبي 28 عاماً وافق على نقل فلسطينيين من قطاع غزة بسيارته الى داخل اسرائيل.