نابلس - أ ف ب، رويترز - أصيب أربعة فلسطينيين بجروح أمس، إصابة أحدهم خطرة، في هجوم على سياراتهم بالحجارة في شمال الضفة الغربية شنّه مستوطنون يهود احتجاجاً على خطط الحكومة الإسرائيلية تفكيك مستوطناتهم العشوائية، كما أضرمت قطعان المستوطنين النار في حقول فلسطينية قرب نابلس وخربتها وهاجمت مزارعين. وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت ستة مستوطنين، في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف ميخائيل بن آري أوقف لبعض الوقت قرب مستوطنة يتسهار. وتوجه المستوطنون الى المكان بعدما وردتهم معلومات مفادها أن قوات الأمن تستعد لإخلاء مستوطنات عشوائية في المنطقة. وجاء في رسالة نصية قصيرة تناقلها المستوطنون المتشددون عبر هواتفهم فجر أمس إن «قوات الهدم في طريقها إلى هنا. تحركوا بسرعة!». وأفادت مصادر طبية وشهود أن عشرات المستوطنين الملثمين سدوا طريقاً عند منفذ مدينة نابلس غير بعيد عن مستوطنة كدوميم ورشقوا السيارات الفلسطينية العابرة بالحجارة. وقال زكريا سادا من المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية «حاخامات من أجل حقوق الانسان» إن المستوطنين «وضعوا الحجارة على الطريق، ثم وصلت حافلة ركاب صغيرة على متنها 17 فلسطينياً كانوا في طريقهم للالتحاق بعملهم في إسرائيل، وما إن توقفت الحافلة (جراء قطع الطريق بالحجارة) حتى اعتدوا على من فيها. وأصيب الرجل الجالس إلى يمين السائق بجروح خطرة». وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن الرجل أصيب في جمجمته بكسور، نقل على اثرها إلى المستشفى في حال خطرة. وما إن وصل الجيش إلى المكان، حتى وصلت سيارة فلسطينية أخرى بحسب سادا، فعمد المستوطنون إلى «مهاجمة سائقها وانهالوا عليه بالضرب». وفي قرية بورين، جنوب مدينة نابلس، حاول فلسطينيون إبعاد نحو عشرين مستوطناً مسلحين ببنادق رشاشة أشعلوا النار في حقولهم قبل أن يطلقوا النار باتجاه الفلسطينيين والصحافيين أيضاً، فيما كانت «ثلاث آليات تابعة للجيش متوقفة قرب المكان لم تحرك ساكناً لوقف أعمال العنف، ومنعت فرق الإطفاء الفلسطينية من الاقتراب». من ناحيته، ذكر رئيس بلدية بورين علي عيد أن «عشرات المستوطنين انتشروا في محيط القرية في ساعات الفجر الأولى وقاموا بإشعال النيران في أشجار الزيتون وحقول القمح، كما استعملوا المناشير الآلية لقطع أشجار الزيتون». وقال شاهر الطويل من قرية فرعطة شرق مدينة قلقيلية مستغيثاً إن «مستوطنين من مستوطنة حفات جلعاد (العشوائية) أحرقوا حقولنا وزيتوننا». وأضاف: «نحاول الاتصال بالشرطة الاسرائيلية المسؤولة عن المنطقة منذ ساعات الصباح، لكنهم لا يردون علينا، المستوطنون يلاحقوننا بالحجارة، لقد أصابوا أحد أبناء القرية بالحجارة في ساقه... لقد عملنا طوال ستة شهور في حراثة أرضنا وزراعتها للحصول على هذه المحاصيل التي نعتاش منها. والآن دمروا لنا كل شيء». ورأى غيرشون ميسيكا، وهو رئيس إحدى جمعيات المستوطنين أن «من الطبيعي أن يعمد أناس يحاول البعض طردهم من منازلهم إلى فعل كل ما في وسعهم فعله من أجل منع حصول هذا الأمر». وكانت السلطات الإسرائيلية أزالت واحداً من عشرات المواقع الاستيطانية التي شيدها مستوطنون في الضفة من دون تصريح، وسحبت ثلاثة بيوت متنقلة من موقع قرب نابلس.